يتجه زعيم يسار الوسط ماتيو رينزى خلال الساعات القليلة المقبلة إلى تشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة، ليصبح بذلك أصغر رئيس حكومة فى تاريخ البلاد، جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه سيلفيو بيرلسكونى رئيس الوزراء الإيطالى عن بقائه فى المعارضة. ويأتى تكليف رينزى عقب انتهاء الرئيس الإيطالى جورجيو نابوليتانو من مشاوراته مع مختلف الأحزاب السياسية فى روما. وصرح مصدر مسئول بأن رينزى البالغ من العمر 39 عاما، سيقوم بتشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة خلال الساعات القليلة المقبلة، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل فى هذا الصدد. وأضاف أن رينزى، الذى كان يشغل منصب عمدة مدينة فلورانسا حتى لحظة تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، يعتزم إجراء إصلاحات اقتصادية واعدة وشجاعة فى البلاد، فضلا عن تشكيل حكومة جديدة تستمر حتى عام 2018. وفى تلك الأثناء، تحدثت صحيفة «لا ريبوبليكا» عن أن التشكيل الجديد سيضم 18 وزيرا «نصفهم نساء» وتوقعت أن يحل الاقتصادى لوكريزيا ريشلين محل فابريزيو ساكومانى فى وزارة يرصدها دائما الشركاء الأوروبيون لثالث اقتصاد فى منطقة اليورو. كما توقعت صحيفة «كورييرى ديلا سيرا» أن تكون أولويات الحكومة الجديدة «التوظيف والضرائب»، رغم أن رينزى لم يوضح حتى الآن كيف يعتزم تمويل الإصلاحات التى يريد إنجازها.ومن الأسماء التى تداولتها الصحف فى الحكومة الجديدة، رئيس فيرارى لوكا كورديرو دى موتيزيمولو الذى يدافع عن الإنتاج الإيطالى، وإيما بونينو، المفوضة السابقة فى الاتحاد الأوروبى، والتى قد تحتفظ بحقيبة الخارجية.ويأتى تكليف الرئيس الإيطالى لرينزى بتشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة عقب يوم كامل من المشاورات مع مختلف القوى والأحزاب السياسية فى البلاد، حيث أوضح نابوليتانو قائلا:«لقد كان يوما ممتعا وثريا بالأفكار، تلقيت خلاله العديد من الاقتراحات بشأن اختيارى لشخص الذى لابد أن أكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة». واختتم نابوليتانو اجتماعاته بلقاء قادة الحزب الديمقراطى الذين أكدوا له أنهم «يضعون فى تصرف البلاد كل القدرات التى يتمتعون بها وفى مقدمتها شخص ماتيو رينزي».من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإيطالى الأسبق بيرلسكوني، الذى لا يزال يتزعم حزبه «فورتسا إيطاليا» عقب إقالته من مجلس الشيوخ إثر إدانته بالتهرب من الضرائب، بقاءه فى صفوف المعارضة ، موضحا «نحن باقون فى معارضة بناءة». وأضاف برلسكونى أنه أبلغ الرئيس «قلقه حيال هذه الأزمة الغامضة التى نشأت خارج البرلمان وداخل حزب واحد»، وذلك فى إشارة إلى قيام الحزب الديمقراطى بضغط من زعيمه ماتيو رينزى بسحب الثقة مساء الخميس الماضى من حكومة إنريكو ليتا رغم أن الأخير كان حتى قبل بضعة أشهر المسئول الثانى فى الحزب.فى المقابل، أعلن أنجيلينو ألفانو مساعد بيرلسكونى السابق ونائب رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم حزب يمين الوسط الجديد استعداده للمشاركة فى حكومة رينزى بشرطين، الأول «ألا ينتقل محور الائتلاف الحالى غير الطبيعى ليسار الوسط إلى اليسار»، والثانى «القيام بخطوات كبيرة» لإخراج البلاد من الأزمة.