وسط الكثير من المتناقضات وحالة السيولة والتغير في المواقف والأفكار تحت دعاوي الثورية والشرعية بل والوطنية ايضا،يبرز الصعاليك في اتحاد قوي لتكريس الاستحواذ ،ولعب دور في مستقبل الوطن بالمتاجرة بأي شئ. كلمة الصعاليك ضمن ما تعني حسب المعجم الغني ،الأراذل ،اللصوص ،المحتالين ،واصحاب الصوت العالي ،وقديما اطلق اسم الصعاليك علي جماعة في عصر ما قبل الإسلام عاشوا واطلقوا حركتهم في الجزيرة العربية ويعودون لقبائل مختلفة،وكانوا لا يعترفون بسلطة القبيلة وواجباتها، فطردوا من قبائلهم ليتجمعوا ويمارسوا (الصعلكة) بالسلب والنهب حتي ضد قوافل الحجاج القاصدة لبيت الله الحرام، اما الأن ومع تطورات العصر والتحديات التي تواجهها الامة وفي قلبها مصر، تطور الصعاليك ايضا وطوروا انفسهم ،وبرز اتحاد الصعاليك في مرحلة ما قبل تأسيس مملكتهم ضمن الكثير من العجائب التي تحفل بها الساحة المصرية العربية الأن ،وكي يكون الامر اكثر وضوحا فان الصعاليك الجدد الذين يجمعهم الجهل والفجر والتمرد وهدم القيم والاشخاص والمؤسسات ، يوحدهم القفزوالسطو علي اي سلطة وضمن مخطط ترويجي لرموزهم ،وترويعي لكل من يتصدي لهم بكافة الاساليب بدءا بالاغتيال المعنوي انتهاء بالاغتيال الفعلي، وهو الامر الذي يعني اننا وضمن الابتلاءات والتحديات التي نواجهها فاننا امام صعاليك من مختلف الانواع ويحملون درجات والقابا علمية وعملية لديهم هدف واحد هو هدم الادارة ،والاعلام ،والدين ،والامن وغيرها من القطاعات للإعلان عن ممالكهم وإماراتهم كل حسب توجهه تتويجا لمخطط الشرق الجديد ،وهو الامر الذي لابد من تداركه خاصة وان هؤلاء ليس لديهم ما يخسرونه قيميا او ماديا،ان خطورة صعاليك العصر ليست في انهم يستهدفون قطاعا واحدا، بل في انهم رغم تفرقهم مجتمعون علي هدف واحد هو إسقاط المجتمع والدولة،وتكريس ثقافة الصعاليك بوضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب ،و الإستغناء عن الوطنية والكفاءة لصالح الصعلكة والشلة لتكون المحصلة ضياع الأوطان بعد أن نجاها الله من صعاليك الأديان. لمزيد من مقالات محمد الأنور