كان الهدوء يخيم علي أرجاء المكان في مساكن الجيزة بالمقطم.. ومع شروق شمس يوم الجمعة استيقظ «نبيل» عازف الكمان مبكرا، بل ربما لم يذق طعم النوم بعدما أخبره ابنه الاكبر «ادهم»، في الليلة السابقة بتردد عدد من الرجال علي شقتهم من حين لآخر خلال غيابه، وأنهم يجلسون مع أمه داخل غرفة النوم، وأن أحدهم اعتدي عليه. هنا طار عقله وجن جنونه وصار يصرخ في أرجاء الشقة ودارت معركة حامية بينه وبين زوجته واجهها بما قصه عليه طفلهما، إلا أنها انكرت، وتركته متوجهة إلي غرفة نومها مع ولديها لتخلد إلي النوم بعيدا عنه، فقد اعتادا منذ سنوات علي ذلك.. ساعات قليلة وأذن الله بميلاد فجر جديد وكان نبيل قد عقد العزم علي التخلص من تلك المرأة التي حولت حياته إلي جحيم، خاصة بعدما تأكدت شكوكه التي ظلت تراوده لسنوات. حمل «مطرقة حديدية» وانهال بها علي رأسها فصرخت وتعلقت بثيابه قائلة: »حرام عليك والله لن افعل هذا مرة ثانية« وهرولت مسرعة من الغرفة إلي الصالة وسط الصراخ إلا أنه عاجلها بضربات متتالية وسريعة حتي سقطت صريعة علي الارض والدماء تسيل في أرجاء المكان.. وبهدوء تام استل السكين وحاول فصل رقبتها عن جسدها إلا أن السكين أبت أن تنفذ المراد، فكان المنشار هو ضالته فقطعها لأجزاء، أمام طفله الأصغر (سنتان) الذي كان شاهدا علي الجريمة.. وفجأة اقتحم رجال المباحث الشقة. تفاصيل الجريمة البشعة ليست من وحي الخيال لكن هذا ما رواه المتهم نبيل عبد الفتاح (47 عاما) عازف الكمان بأحد المسارح الكبري بالقاهرة لمندوب »الأهرام، مستخدما عبارات تنم عن درجة عالية من الثقافة والاحساس، وبدأ القصة منذ أنهي دراسته في كلية التربية الموسيقية وعمله بإحدي الفرق الكبري، والسنوات الطوال التي مرت دون ان تخطر بباله فكرة الزواج لانعدام خبراته وتجاربه النسائية، حتي فوجئ باصرار اسرته علي تزويجه من احدي قريباتهم خاصة بعدما أصيب بمرض نفسي تطلب العلاج باحدي المصحات النفسية، فتمكن من الحصول علي شقة بالمقطم، وتمت الزيجة. ويستكمل نبيل قائلا: بعد 3 أشهر علي الزواج فاجأتني بأنها حامل فطرت فرحا وبدأت أبحث عن عمل آخر حتي أستطيع تأمين مستقبل ابني القادم.. الا ان العمل الجديد جعلني أتغيب عن المنزل فترات طويلة.. حتي رزقنا الله بابننا الأكبر أدهم، بعدها بدأت تصرفات زوجتي تتغير تجاهي فكانت تفتعل المشاكل وطالبتني مرارا بتسجيل عقد الشقة باسمها الا انني رفضت..ولم تنته المشاكل من حياتنا، ولم يكن تدخل أبيها مجديا، وعزمت علي الطلاق لولا أشقائي الذين كانوا يضغطون علي، ومرت الايام وقررت هي أن تهجرني وتنام بعيدة عني وظلت علي تلك الحالة أكثر من سنتين، أضاف نبيل مستكملا حديثه قائلا: وصلت المنزل مساء ففوجئت بابني أدهم (6 سنوات) يخبرني أن هناك رجالا كانوا بالبيت وأحدهم حاول الاعتداء عليه، فجن جنوني واشتبكت.. وفي الصباح قمت بضربها علي رأسها عدة مرات حتي تأكدت من وفاتها، وحاولت تقطيع جثتها الا انني لم أجد سكينا جيدة، فطرقت باب جاري وطلبت منه سكينا بدعوي تقطيع اللحوم، لكنه اعتذر، ويبدو أنه ارتاب في امري خاصة بعد مشاجرة الامس وسماعهم صراخ زوجتي، فعدت لشقتي وبحثت عن أي شيء يصلح لتقطيع الجثة حتي عثرت علي المنشار، وقتها استيقظ ابني الصغير فحملته وأجلسته بجوار جثة أمه، وبدأت في تقطيع جثتها بفصل الرأس، ثم تقطيع الذراعين، وشطر البطن إلي نصفين، حتي تبقي الجزء الاسفل، وفي تلك اللحظات انتابني شعور بأنني أعزف أجمل سيمفونية موسيقية في حياتي، وبحثت عن أكياس فلم أجد، فحملت طفلي الصغير وتوجهنا إلي أحد المحلات واشتريت كمية من الاكياس لأضع بها الاشلاء حتي اتخلص منها بإلقائها في النيل أو في مقالب القمامة، ثم عدت للمنزل لأستكمل ما بدأته، حتي فاجأتني طرقات شديدة علي الباب فكان رجال المباحث أمامي فأخذوا عني طفلي الصغير وأيقظوا الاكبر وعصبوا عينيه حتي لا يشاهد ما حل بأمه. وأمام العميد علاء عطية مفتش فرقة الجنوب والمقدم أحمد هدية رئيس مباحث المقطم باشراف اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة للمباحث أدلي المتهم باعترافات تفصيلية، وتبين من التحريات أن المجنى عليها حسنة السمعة.