ضربت يدى فى جيبى أفتش في كافة زواياه .. كل ما أحتكم عليه 22 جنيها فى يوم الفالانتين .. ذلك اليوم الذى يأتيك بغتة من حيث لا تحتسب .. ولا يمكن أن يمر دون هدية. ذهبت لمحل الهدايا واشتريت زجاجة «اسكادا برائحة التفاح الجليدى» مضروبة باحتراف .. وضع البائع الزجاجة بعناية داخل علبة كارتون وقام بلفها بالسوليفان ورش عليها ذلك الرذاذ الفضى اللامع كحبات الترتر .. أخذت الهدية وأوقفت الميكروباص .. ركبت وجلست .. لأجد الرجل الجالس فى الكنبة التى خلفى يهتف .. - حد معاه ميا أو برفان ؟ مراتى مغمى عليها .. يا أستاذ لو سمحت إيه اللى فى إيدك ده؟ وقبل ان أجيبه اختطف الهدية من يدى .. انتهك السوليفانة واقتحم العلبة الكارتون .. أخرج زجاجة البرفان وانتزع رأسها.. رفع وجه زوجته وأخذ يرش من العطر أسفل أنفها .. ويضرب على خديها بلا نتيجة .. انفعل الرجل إلى حد الجنون .. بدد العطر على ذقنها وداخل أنفها وفى فمها قبل أن أصرخ منتزعا الزجاجة من يده: - خلااااااص يا عم .. انت بتطفى حريقة ؟ .. دى هدية ورايحة لناس .. على جنب ياسطى انا هنزل هنا .. عن أبوكو كلكوا. نزلت - هربا - قبل بيت خطيبتى بمحطة .. وقفت وحدى فى قارعة الطريق.. فى يد أحمل بقايا السلويفان والعلبة الكارتون وفى اليد أخرى أحمل زجاجة العطر وقد طار ما يزيد عن نصفها .. حاولت - باستماتة - إعادة الهدية إلى ماكانت عليه .. وحين انتهيت وجدتها تحمل شكل ورقة مكومة فى سلة مهملات . حين فتحت خطيبتى الباب وجدتنى أرفع الهدية قائلا بابتسامة عريضة :- هابى فالانتاينززز - إنت كنت فين ؟ وموبايلك ماله؟ ولونك مخطوف كده ليه ؟ وإيه الريحة الحريمى دى؟ وإيه الحاجات اللى بتلمع فى وشك دى؟ الهدية دى مالها؟ الهدية دى مفتوحة قبل كده.. إيه ده؟ .. ورفعت يدها بزجاجة العطر .. خاوية تقريبا. [email protected]