استيقظت منطقة المرج صباح أمس على كارثة مروعة، عندما وقع انهيار ضخم بكوبرى الشيخ منصور،الذى يمر أعلى مترو الأنفاق، إثر حريق هائل شب بعدد من العشش السكنية التى تقع أسفل الكوبري . وانفجار عدد من اسطوانات البوتاجاز داخل العشش، وأنقذت العناية الإلهية المئات من ركاب مترو الأنفاق، حيث وقع الانهيار بالكامل بجوار سور المترو، وأسفر الحادث عن مصرع عريف شرطة وإصابة شخصين آخرين، وإيقاف العمل بمترو الأنفاق على خط المرج حلوان، مما أصاب معظم مناطق القاهرة بشلل مروري، امتد لعدة مناطق بالجيزة والقليوبية.. وقد أمر المستشار هشام بركات، النائب العام، بتشكيل فريق من النيابة لمعاينة مكان الحادث وتولى التحقيقات. بداية الكارثة كانت عندما تلقى العقيد شمشون يوسف، مشرف غرفة عمليات إطفاء القاهرة، بلاغا من أهالى منطقة عزبة النخل بالمرج، فى الساعات الأولى من صباح أمس، بنشوب حريق مروع فى عدد من العشش السكنية أسفل كوبرى الشيخ منصور الرابط بين منطقتى عين شمس والمرج، فهرعت على الفور 15 سيارة إطفاء بإشراف اللواءين ممدوح عبدالقادر، مدير الحماية المدنية بالقاهرة، ونائبه جمال حلاوة، وبذلت قوات الإطفاء جهودا مضنية لمحاصرة النيران التى امتدت لتلتهم عددا من العشش السكنية أسفل الكوبري، وما كانت إلا دقائق معدودة حتى فوجئت قوات الإطفاء بانفجار مدويا لعدد من إسطوانات البوتاجاز، أعقبه انفجار لكابل كهرباء، الأمر الذى أدى لتفاقم الكارثة بوقوع انهيار ضخم بالكوبرى الذى يمر أعلى مترو الأنفاق، حيث تبين انهيار مسافة تبلغ نحو مائة متر فى الناحية المتجهة من المرج لعين شمس. وأسفر الحادث عن مصرع عريف الشرطة إبراهيم مرسى محمد، وإصابة زميله العريف سند محمد سند، وشخص آخر تصادف مروره، وتم نقل العريف المصاب إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، والمصاب الآخر إلى مستشفى المطرية التعليمي. كما تسبب الحادث فى إصابة المرور بالقاهرة بالشلل التام، نتيجة إيقاف العمل بالمترو، حيث أشرف اللواء حسن البرديسي، مدير مرور القاهرة، والمقدم محمد البندارى بعمليات المرور على إجراء التحويلات المرورية بالمنطقة، وتكثيف وجود رجال المرور لإرشاد قائدى السيارات بالطرق البديلة، وتم غلق الكوبرى ومنع صعود السيارات عليه، وأمر اللواء أسامة الصغير، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بفرض كردون أمنى حول مكان الحادث، وتم استدعاء أوناش كبيرة الحجم لرفع حطام الحادث. وأمر المستشار هشام بركات، النائب العام، بتشكيل فريق من نيابة شرق القاهرة، لمعاينة الحادث، حيث تبين سقوط جزء كبير من الكوبرى فى أحد الاتجاهات، بينما تبين سلامة الاتجاه الآخر تماما، وأمر المستشار مصطفى خاطر المحامى العام لنيابة شرق القاهرة بتشكيل لجنة هندسية من خبراء محافظة القاهرة، لسرعة بيان أسباب انهيار الكوبري، وصرح بدفن جثة عريف الشرطة المتوفي، وتكليف أجهزة الحماية المدنية بسرعة رفع أنقاض الكوبري، لبيان وقوع ضحايا آخرين من عدمه. واستمع حسن داود، رئيس نيابة المر ج، لأقوال شهود الحادث من سكان المنطقة، حيث أكد عدد منهم أن حالة الكوبرى كانت سيئة، وكان به بعض التصدعات الواضحة. والتقت «الأهرام» بعريف الشرطة المصاب سند محمد سند، الذى يرقد بمستشفى الشرطة بمدينة نصر، والذى قال: نجوت من الموت بأعجوبة، بعد أن انحشرت ذراعى اليمنى بأحد أجزاء الكوبرى المنهار، وشاهدت زميلى عندما سقطت فوقه أجزاء من الكوبرى ليلقى مصرعه فى الحال، ولم أتمكن من فعل شيء لإنقاذه، حتى تمكن زملائى من انتشال جثته وإنقاذى من الموت، وفقدت الوعى ولم أشعر بشيء إلا وأنا راقد بالمستشفي. ووسط حالة من الحزن، روى سكان العشش المحترقة أسفل الكوبرى المنهار تفاصيل لحظات الرعب التى مروا بها منذ الساعات الأولى من فجر أمس، عندما اشتعلت النيران بإحدى العشش وامتدت إلى الباقى ليهرولوا إلى الشارع هربا من الموت، وتابعوا حادث انهيار الكوبرى الذى قضى تماما على ما تبقى لهم من أمل فى مكان يأويهم. وقال عمرو عبدالوهاب (27 سنة): فوجئنا بصوت انفجار مدوى بالقرب من الكوبري، وعندما هرولت إلى هناك برفقة بعض أهالى المنطقة، وجدنا النيران مشتعلة فى العشش الموجودة أسفله، فحاولنا إنقاذ سكانها من الموت لاستحالة إطفاء النيران التى كانت تزداد اشتعالا وتمتد من عشة إلى أخري، نتيجة وجود كميات من الأخشاب والمخلفات. وقال أحمد محمد (22 سنة)، من سكان العشش المنكوبة، إنه استيقظ على صرخات نساء وأطفال، ليفاجأ باشتعال النيران بالقرب من مسكنه، فهرول مسرعا للهرب بأفراد أسرته وإنقاذهم من الموت، وهنا تدخل مرسى السيد (45 سنة)، قائلا: «نحن نسكن أسفل الكوبرى منذ أكثر من 10 سنوات، وقدمنا طلبات للحكومة والحى للحصول على شقق، لكن لا حياة لمن تنادي، حتى وقعت الكارثة التى أتت بكل المسئولين وأيضا وسائل الإعلام». وأضاف محمود هيكل (38 سنة)أن الكوبرى تم إنشاؤه منذ نحو ثلاثين عاما أعلى إحدى الترع، وهو مبنى بالحديد وليس الخرسانة، ويمر بأعلاه جميع أنواع السيارات من الملاكى حتى النقل الثقيل، وجميع المسئولين يعلمون بوجود عشش عشوائية بأسفله، مما كان يهدد بكارثة. وقد وجه الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة بسرعة رفع كل المخلفات الناتجة عن حادث انهيار كوبرى الشيخ منصور . والتنسيق الكامل مع هيئة الطرق والكبارى فى وصول المعدات الثقيلة لرفع أنقاض وأجزاء الكوبرى المنهارة . وقرر تخصيص وحدات سكنية بشكل عاجل للأسر المتضررة بشكل مباشر من حادث انهيار الكوبرى جاء ذلك خلال تفقد المحافظ موقع الانهيار. وأكد المحافظ، أن إعادة الاستخدام لكوبرى المرج المنهار، قد تستغرق مدة من أسبوع لأسبوعين، فى حين تستغرق عملية إعادة الإنشاء للكوبرى وفتحه مدة شهر تقريبا. وأشار، عقب تفقده لمسرح الحادث، إلى أن التقارير العينية للاستشارى ستوضح إمكانه إعادة استخدام أجزاء الكوبرى المنهارة بعد تقويتها من عدمه، حيث سيتطلب الأمر إعادة بناء الأجزاء التى أصابها الانهيار. وأصدر المحافظ، توجيهاته للمكتب الاستشارى المسئول عن الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة، بإعداد تقرير عاجل عن الحادث وأسبابه الفنية وطرق العلاج السريعة.