زائر ثقيل يطرق باب الصغار قبل الكبار بنوباته المتكررة صيفا وشتاء, وفى كل مراحل العمر وهو من الأمراض المزمنة واسعة الانتشار حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد المصابين بمرضى الحساسية (الربو الشعبى) فى مصر، وصل إلى 9 ملايين مريض بنسبة 10% من عدد المصريين فى حين تصل النسبة بين الأطفال إلى 13% من إجمالى المصابين بالمرض، نظرا لتأثر الأطفال بالعوامل أكثر من كبار السن والشباب، أما الإناث فهن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض فى كل مراحل العمر.. عن أسبابه وسبل الوقاية وطرق العلاج يحدثنا د. عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية جامعة عين شمس. بداية نسأل د. عادل خطاب عن أسباب الإصابة بحساسية الصدر فيجيب: أن حساسية الصدر عبارة عن زيادة فى نشاط الشعب الهوائية عند التعرض لبعض المهيجات فتسبب ظهور الأعراض. وهناك أسباب عديدة للإصابة بهذا المرض على رأسها العوامل الوراثية عندما يكون الأب أو الأم أو كلاهما مصابا بالحساسية الصدرية فيكون أطفالهما أكثر عرضة للإصابة بالمرض وذلك لا يعنى أن كل أبناء مرضى الحساسية يصابون بنفس المرض، ووجد أن حساسية الصدر تنتشربصورة ملحوظة مع مرضى حساسية الأنف (من 60% الى 80% من مرضى حساسية الأنف يصابون لاحقا بحساسية الصدر) .. و تزداد حساسية الصدر أيضا مع مرضى ارتجاع المرئ .. وأخيرا يمكن أن تظهر أعراض حساسية الصدر كأعراض جانبية مع بعض الأدوية مثل أدوية الضغط . و هناك أنواع مختلفه من الحساسية الصدرية كما يؤكد د عادل خطاب منها : الحساسية التى تبدأ فى الطفولة – الحساسية الموسمية – الأزمات المقترنة بالتهابات الصدر الفيروسية – ضيق التنفس مع المجهود العضلى أو الرياضى . .. ولكن كيف يكتشف المريض أنه مصاب بالحساسية وليس بنوبة برد عادية إذا كانت الأعراض متشابهة؟ يجيب د. عادل خطاب أنه ليس كل دور برد يصحبه سعال يعنى أن الشخص مصاب بحساسية صدرية، ولكن إذا تكررت أدوار البرد وفى كل مرة تصل فيها الأعراضَ إلى نوبات متكررة من السعال الجاف و ضيق التنفس مع صفير أو أزيز فى الصدر أثناء التنفس وتشتد تلك الأعراض مساء وفى الصباح الباكر أو مع التعرض للمهيجات مثل العطور والأتربة والدخان والبخور والكيماويات والمبيدات الحشرية وغيرها ففى هذه الحالة يمكن تشخيص الحساسية الصدرية وهنا لابد من مراجعة طبيب أخصائي أمراض صدرية لبدء خطة علاج. ..من الأسئلة الشائعة والتى يرددها آباء الأطفال المصابين بالمرض .. هل الحساسية عند الأطفال مزمنة أم من الممكن أن تختفى بعد سن معينة ؟.. يؤكد د. خطاب أن هذا السؤال يشغل بال الكثيرين من الآباء بالفعل ويعتقد معظم الآباء أن أطفالهم يشفون تماما عند سن 10 أو12 سنة أو عند سن البلوغ.. والإجابة الصحيحة أن الحساسية مرض مزمن قد تختفى أعراضه لفترات طويلة و لكنه لا يموت أو بمعنى آخر لا يتم الشفاء منه نهائيا.. ووجد أنه فى حوالى 60% من الأطفال المنتظمين على العلاج تقل الأعراض لديهم وتتحسن حالتهم سنة بعد الأخرى حتى تختفى تماما، ولكن من الممكن أن يعاود المرض الظهور مرة أخرى وقد يتضح هذا تماما عند الإناث فى أثناء الحمل عندما تضعف المناعة فتظهر عليها أعراض الحساسية التى اختفت منذ طفولتها ثم عادت للظهور بعد سنين طويلة. أما عن العلاج الأمثل للمرض فيؤكد د. عادل خطاب أنه يكون فى المقام الأول بالطريق المباشر أى باستنشاق البخاخات (وهناك أنواع مختلفة من البخاخات ومنها ما هو مناسب حتى للرضع) والعلاج بالبخاخات يستخدم بجرعات قليلة جدا بالمقارنة بجرعات الأقراص أو الحقن.. وأساس العلاج يرتكز على عنصرين أساسيين.. الأول الموسعات سريعة المفعول وتستخدم عند اللزوم أى عند الإحساس بالأعراض واستعمالها يعنى أن المرض خارج السيطرة بسبب التعرض للمهيجات مثل الأتربة أو الالتهابات الفيروسية وغيرها.. أما العنصر الثانى و الأساسى فى العلاج فهو الدواء الذى يعالج المرض على المدى الطويل مثل الكورتيزون عن طريق الاستنشاق ويكون ذلك طبعا بالجرعات المناسبة التى لا تسبب أثارا جانبية حتى مع الأطفال، أو مضادات الليوكتريين و فى الحالات المتقدمة يمكن إضافة العنصرين معا أو إضافة الموسعات طويلة المفعول مع الكورتيزون بالاستنشاق .. والعلاج بجرعات مناسبة و لفترات طويلة يمكن المريض من الحياة بطريقة طبيعية و حتى الحوامل يمكنهن استعمال الكثير من الأدوية التى تتحكم فى المرض بجرعات مناسبة دون آثار سلبية على الحمل والجنين ..ويمكن أيضا للرياضيين القيام بالمجهود الرياضى فهناك الكثيرون من أبطال العالم فى السباحة والجرى مصابون بحساسية الصدر فالهدف الأساسى من العلاج هو التحكم فى أعراض المرض بأقل جرعات من الدواء و بدون آثار جانبية و أداء كل المطلوب من الإنسان الطييعى سواء الطالب فى دراسته أو العامل فى عمله أو للرياضى أثناء أقصى درجات النشاط العضلى.