يثير خبر زيارة وزير الخارجية السوداني علي كرتي لمصر قريبا كثيرا من التساؤلات حول هذه الزيارة والهدف منها ومغزاها ومايمكن أن تسفر عنه من نتائج, وهي تعد أول زيارة رسمية له بعد ثورة30 يونيو, التي شهدت بعدها العلاقة بين البلدين فتورا. وفي محاولة لقراءة الموقف يقول عمار فتح الرحمن الكاتب الصحفي السوداني, إن هذه الزيارة المرتقبة يتم التمهيد لها منذ شهرين, وهناك أنباء غير مؤكدة أن الزيارة ستشمل وزير الدفاع أيضا, ويري فتح الرحمن أن العلاقات بين البلدين تمر تاريخيا بحالات مد وجزر, ويقر بوجود حالة فتور غير مسبوقة بعد ثورة30 يونيو. وخلافا للرأي السابق يري الكاتب والمحلل السياسي السوداني فايز الشيخ السليك أن الخلاف بين البلدين يتعلق بعدد من القضايا, فهناك خلاف أيديولوجي, بمعني أنه منذ سقوط نظام الرئيس المعزول محمد مرسي لم ينم للخرطوم جفن, ويقول السليك إن الحكومة السودانية هي التي حركت المظاهرات في الخرطوم ضد الثورة الشعبية في مصر, وكان يقودها أمين عام الحركة الإسلامية السودانية الزبير محمد الحسن, وهي الحركة التي يرأسها الرئيس السوداني عمر البشير, فضلا عن إيواء الخرطوم لعدد من القيادات الإخوانية الهاربة وهناك حديث عن آخرين عبروا إلي السودان وسافروا منها لدول أخري. ويري السليك أن الخرطوم تعاملت مع القاهرة في الفترة الماضية بمنطق المناورة, واستخدمت قضيتي حلايب وسد النهضة الاثيوبي كأدوات للضغط علي مصر. ويضيف أكاد أجزم أنه حتي لو انسحبت القوات المصرية من حلايب وسلمت المنطقة بكامل سكانها للخرطوم لاحتارت الأخيرة كيف ستدير المنطقة وكيف تقدم لها الخدمات, وكيف تحافظ عليها, وهي التي أضاعت مليون ميل مربع, وهذا يعني أنها تستخدمها فقط كورقة ضغط كلما اختلفت مع القاهرة.