ابتسامة الطفل البسيطة يمكن أن تكشف عن مراحل التطور في حياته, لأنها من الممكن أن تدل علي أمر ما بما في ذلك الصحة والمرض, فقد يعبر نوع الابتسامة عن مرض أصابه في حين تعكس أخري فرحة غامرة, حيث أشارت دراسة أعدها خبراء بشئون الأطفال في منظمه الأمومة والطفولة بمدينة ساو باولو البرازيلية إلي أن هناك اعتقاد شائع بأن ابتسامة الطفل أو ضحكه هما دليل صحة وعافية ولكن هناك حقائق طبية تؤكد أن الابتسامة ربما تعكس مرضا! ويعلق علي هذه الدراسة د.طارق أسعد أستاذ الأمراض النفسية والعصبية ومدير وحدة القياسات الفسيولوجية بمركز الطب النفسي بجامعة عين شمس فيقول: إن الابتسامة التي يعقبها مباشرة بكاء قصير ربما تعكس مرض العزلة الذي يؤدي مع مرور الزمن إلي إنشاء الطفل لعالم خاص به ولا يشعر بما يدور حوله ويندم علي إظهارها ويعود لينغلق علي نفسه, وهناك أخري ربما تعكس مرضا عضويا وهي إصابة الطفل بالإسهال, فعندما يفرغ ما في بطنه بسرعة يشعر براحة مؤقتة ويطلق ابتسامة يعتقد الأبوان أنها دليل علي أنه قد تحسن ولكن ما يلبث أن يبكي مجددا مع عودة ألم البطن. ويضيف أنه عندما يبتسم الطفل وهو يحرك أطرافه بقوة فهذا يعني الفرحة والصحة, وهي عادة تكون طويلة ولا يعقبها أي بكاء ويطلقها عند وصوله إلي مرحلة الاكتفاء عادة بعد الرضاعة أو أخذ قسط وافر من التغذية. أما الابتسامة المزيفة( وهي ابتسامة غير مكتملة) فيصدرها عند بداية ظهورالأسنان لأن بداية نموها يسبب نوعا من الحكة, وعندما يشعر الطفل بالنعاس يطلق ابتسامة قصيرة وعيناه نصف مغلقتين, والسبب في ذلك هو الارتخاء الذي يسببه الشعور بالنعاس فترتخي عضلات وجهه وشفتيه لتنطلق هذه الابتسامة لتكون رسالة منه لطلب النوم. ويضيف د.طارق أن ابتسامة الطفل للأم تعتبر من أهم الأنواع لأنها تساهم في نموه العاطفي والنفسي, وهي واضحة لأنها تأتي عندما يركز نظره عليها و بشكل خاص أثناء الرضاعة, فهو يرضع وفي نفس الوقت ينظر إلي عيني أمه ويطلق الابتسامة التي تدل علي رضاه وشعوره بالراحة. وكما قسم أطباء علم النفس ابتسامات الرضيع فإنهم يؤكدون أن ضحكاته أيضا أنواع, فالضحكة العصبية للطفل تظهر عند أرجحته بسرعة شديدة أو هزه بإيقاع معين أو تحريك ذراعيه وساقيه معا أو في حاله مداعبة الطفل بأساليب لا يخلو بعضها من العنف مثل القبلات أو الدغدغة أو النفخ علي الجلد, مع العلم أن هناك خيطا رفيعا بين الضحك والبكاء خاصة في حالة حدوث اضطراب في الظروف المحيطة كإحساس الطفل بالتعب والإجهاد أو عدم الثقة في من حوله, فهذه العوامل تكفي لإعطائه الشعور بعدم الأمان وعدم رغبته في الضحك, وعلي هذا يجب مراعاة هذه الظروف جيدا حتي لا يكره الطفل مثل هذه المداعبات كما يجب منحه فرصة لالتقاط أنفاسه بين كل حركتين متتاليتين. وهناك أيضا الضحك الانعكاسي وهو نوع من العدوي التي تصيب الطفل وتنتقل إليه عندما يري أحد الأشخاص من حوله يضحك خاصة الأم, لأن الضحك عبارة عن رد فعل عصبي انعكاسي يحدث في جسم كل منا, ويعتمد الطفل خلال أشهره الأولي علي وسيلة واحدة للتعلم هي وسيلة المحاكاة التي تساعده علي اكتساب كافة انفعالاته فإذا ضحك أحد أمام رضيع في شهره الرابع نلاحظ أنه يحاول تقليد هذه الحركة ويساعده علي ذلك تشجيع الأم له بنظراتها التي تبعث علي الإعجاب, كما أن هناك ضحكا يلجأ إليه الطفل كسلاح لامتصاص غضب أمه أو غيرها بعد قيامه بتصرفات خاطئة فتكون الخدع العقلية والضحك وسيله لتحويل اهتمام أمه عنه ولتحويل الموقف لصالحه. والنوع الثالث للضحك هو الضحك المتكرر والذي يظهر عند استخدام الأم عنصر المفاجأة لإدهاش الطفل, وبهذا تضيف بعدا جديدا إلي العالم الهزلي الذي يجمعها برضيعها, مع العلم أن من أكثر الألعاب إثارة لضحكاته لعبه الاستغماية حيث تقوم بإخفاء وجهها ثم تعود لإظهاره مرة أخري أمامه مما يثير ضحكاته وكلما تكررت هذه الحركات زادت ضحكاته وتعالت قهقهاته.