توضأت للصلاة, وقبل دخول وقتها قمت بتدخين سيجارة وبعدها تمضمضت ثم دخلت إلي الصلاة, فهل انتقض الوضوء أم لا؟ يجيب علي تلك الفتوي الدكتور سعيد عامر, أمين اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف, قائلا: إن الصلاة مناجاة بين العبد وربه, ولذا نهي النبي, صلي الله عليه وسلم عن أكل الثوم والبصل قبل الصلاة, حتي لا تتأذي منه الملائكة والمصلون, رغم أن حكم أكل هذه الأشياء في الأصل هو الحلال, فما بالك بمن يشرب الدخان ويدخل في الصلاة وتتأذي منه الملائكة والمصلون, فقد قال, صلي الله عليه وسلم:( إن الملائكة لتتأذي كما يتأذي منه بنو آدم), وروي الإمام أحمد وابن ماجة بسند حسن( لاضرر ولا ضرار) ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الإنسان بصيرا علي نفسه فلا يؤذيها, وألا يفعل ما يضر بالآخرين, والتدخين لا ينقض الوضوء, حتي عند من يقول إنه حرام, فتصبح الحرمة شيئا والتدخين شيئا آخر. والأمور التي تنقض الوضوء ذكرها الفقهاء منها: ما خرج من السبيلين: القبل والدبر, والنوم, ومس فرج الآدمي, ومس المرأة بغير حائل وهي أجنبية عنه بشهوة, والإغماء, وذهاب العقل بسكر أو مرض... الخ, ولا يوجد في نواقض الوضوء شرب الدخان, ونقول لهذا الرجل أنت رجل طيب وتصلي, فلا تشرب الدخان علي الإطلاق, وإلا فلا تشربه قبل الصلاة بفترة من الوقت حتي لاتتغير رائحة فمك وتتأذي منك الملائكة لوجوب أن تكون رائحة فمك طيبة عند الصلاة, يقول الله تعالي:( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) سورة الأعراف, والأفضل والأكمل والأحسن أن نقابل الله عز وجل برائحة طيبة ومظهر حسن جميل. ما حكم حلف يمين الطلاق في الأسواق ومكان العمل؟ أجاب علي السؤال الدكتور سعيد عامر أمين اللجنة العليا للدعوة الإسلامية, مؤكدا أن الإسلام حرص علي سعادة الأسرة وسلامتها, واستقرار الحياة فيها, ووضع طرقا للعلاج لمعالجة الخلاف الذي ينشأ في الأسرة, وربما لا ينفع العلاج عند بعض الأسر لاستفحال الخلاف وشدة الخصومة, وإذا تأزمت الأمور بين الزوجين, وانعدم الأمل في التوفيق بينهما, فإن الطلاق يفرض نفسه كحل أخير, بعد أن تقطعت كل أسباب المودة والرحمة بينهما, والمتأمل في أحكام الإسلام يجد أنها جاءت موافية بمطالب البشر, ملائمة لطباعهم علي اختلاف بيئاتهم وأجناسهم وأعرافهم وعاداتهم, ومن ثم أحاط الإسلام الأسرة بسياج منيع يصونها من التفكك والانهيار, ووضع لإنهاء العلاقة الزوجية نظاما محكما وشروطا دقيقة تحصره في أضيق نطاق. والمتأمل في أحكام الإسلام يتأكد له مدي حرص الإسلام علي مؤسسة البيت, ورغبته في بقاء الشركة بين الزوجية, إلا أننا نسمع ما يجري علي الألسنة لغوا( الأيمان السوقية والغضبية), دون أن تكون هناك نية الفراق أو الطلاق, أو سبب مبرر للطلاق بين الزوجين, كقول الرجل:( علي الطلاق.. من قبيل اليمين اللغو) ولا يقع به طلاق طبقا لما جاء بالقانون رقم25 لسنة1929 م المأخوذ أحكامه من الشريعة الإسلامية, وعلي الحالف كفارة يمين: إطعام عشرة مساكين, أو كسوتهم, أو صيام ثلاثة أيام, إن لم يستطع الإطعام أو الكسوة, لأنه لم يلتزم بما حلف عليه, ولم تكن هناك نية للفراق, ولا سبب مبرر له, من نزاع وخصام ونشوز واستحالة التوفيق بالإصلاح. ويجب علي هؤلاء الذين يحلفون بالطلاق أن يبتعدوا عن هذه الأيمان, وإن كان لابد من الحلف فليكن بالله ولنتذكر قول النبي صلي الله عليه وسلم( من كان حالفا فليحلف بالله أو يصمت).