اكتسب وزير الدفاع المصري خلال أشهر شعبية جارفة، ونجح في بضعة أشهر فقط في حشد شعبية واسعة لا ينازعه فيها أي سياسي آخر منذ ثورة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك.. لماذا؟ كلنا يملك الإجابة: قرار الإطاحة بالرئيس محمد مرسي السبب الرئيسي في شعبيته إذ رأي فيه المصريون دليلا علي الشجاعة والإقدام بعد عامين ونصف العام من الاضطرابات. خلف هدوئه الدائم الذي يعكس الثقة بالنفس, تختبئ شخصية ضابط قوي استطاع أن يواجه الجماعة, الحركة السياسية التي ظلت لعقود طويلة الأكثر تنظيما في البلاد. لم يكتسب السيسي هذه الشعبية معتمدا علي الخطب الرنانة أو اللهجة الحماسية وإنما علي العكس يتحدث دوما بصوت خفيض وبنبرة هادئة ويفضل اللهجة العامية البسيطة علي العربية الفصحى. في أحاديثه الموجهة لنا نحن المصريون لا يمل السيسي من تكرار أن الجيش المصري (ينفذ ما يأمر به الشعب). عبارته الشهيرة التي دائما ما يستخدمها في مناسبات عدة: عندما أردتم ( انتم المصريين) التغيير, و(انتم نور عيوننا). لن ينس المصريون لقاء الفريق السيسي مع شخصيات عامة وفنانين والذي رد علي من يطالبونه بالترشح للرئاسة قائلا: (هل انتم مستعدون لاقتسام اللقمة مع من لا يملك قوته وهل ستستيقظون مبكرا مثل رجال الجيش لتبدءوا العمل في الخامسة صباحا؟) في إشارة إلي أنه يريد توزيعا عادلا للدخل ويدرك في الوقت ذاته أن البلاد بحاجة إلي عمل شاق. يعرف السيسي كيف يكسب حب المصريين حتى لو لم يتحدث إليهم فعندما احتشدوا بالملايين في الميادين يوم الثلاثين من يونيو للمطالبة برحيل مرسي، خاطبهم بشكل غير مباشر عبر مروحيات عسكرية حلقت فوقهم في سماء القاهرة ملوحة بأعلام عملاقة لمصر وراسمة قلوبا في السماء. لقد احتل السيسي مكانه في قلب لالمصريين حتى أن منافسيه المحتملين علي مقعد الرئاسة يعترفون بأن شعبيته جارفة وبأنه صار بطلا شعبيا. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن