الدوام لله وكل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. رحل الصديق والزميل والأخ النبيل صلاح الغمري الذي سيظل اسمه مكتوبا بحروف من نور في سجل الإصلاح والتصحيح وإعادة تصويب مسار مؤسسة الأهرام نحو الاتجاه الصحيح عندما تولي المسئولية الأولي في يوليو2005 ليواجه كما هائلا من الفساد والديون المتراكمة. ورغم أنه لم تربطني به علاقة وثيقة قبل عودته ل الأهرام بعد غربة عنها دامت نحو18 عاما قضاها رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة القومية للتوزيع فإنني أحسست منذ أول لقاء جمع بيننا في مجلس الإدارة أنه إنسان لا يجبرك فقط علي محبته وإنما يدفعك نحو احترامه فقد كان عف اللسان بالغ التهذيب يمتلك قوة ناعمة لا شك أنها ساعدته كثيرا في التصدي لمخلفات تركة ثقيلة تنوء بحملها الجبال. ولعل هذه الصفات مجتمعة مع قدرته الهائلة علي سماع الرأي الآخر بإنصات واهتمام هي التي شجعتني علي كسر موقف المقاطعة لأي اجتماعات تنظيمية في المؤسسة خصوصا اجتماعات الجمعية العمومية علي مدي12 عاما متصلة منذ عام1993 وحتي عام2005 حيث انتظمت مع مجيئه في حضور كل اجتماعات مجلس الإدارة التي أعتقد أنها أصعب وأهم الاجتماعات والتي كان يزاملنا فيها الصديق الأستاذ أحمد السيد النجار رئيس مجلس الإدارة الحالي. ولأن رجلا بمثل هذه الصفات النبيلة والخبرات الإدارية المتراكمة يصعب الاستغناء عنه كان أول قرار اتخذته يوم أن توليت المسئولية في عام2007 خلفا له هو تعيينه مستشارا للمؤسسة لكي يكمل معي المشوار الذي بدأناه سويا عام2005 من أجل سداد جميع ديون الأهرام للبنوك والتي تبلغ696 مليون جنيه فضلا عن ديون الموردين وباقي أقساط القرض الأوروبي المتعلق بمطابع السادس من أكتوبر... وكان الرجل عند حسن الظن به فلم يتردد عن إبداء الرأي والمشورة حتي تمكنا بعون الله في2009 من سداد جميع الديون المستحقة علي المؤسسة وعند انتهاء مهمتي في3 يوليو2009 كان الرصيد الدائن من السيولة النقدية والودائع يتجاوز450 مليون جنيه.. بل إن الغمري ارتضي مشكورا تكليفه بالإشراف علي إدارة التوزيع ونجح إلي حد كبير في استعادتها لمكانتها كموزع رئيسي لمعظم الصحف المصرية. رحمك الله يا صلاح رحمة واسعة فقد كان الأهرام في أمس الحاجة إليك في هذه المرحلة ولكن تلك مشيئة الله. خير الكلام: رب أخ لك لم تلده أمك! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله