وسط تهاني وإشادات دول العالم بإقرار الدستور الجديد, وشهادات مراقبي الاستفتاء المستقلين بنزاهته, واصلت الولاياتالمتحدة تصريحاتها المثيرة للجدل حول الوضع في مصر, حيث عاد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للحديث عن مصالحة تشمل الجميع وما سماه تسويات سياسية صعبة وبدا من حديثه عن نتائج الاستفتاء شيء من التحفظ غير المبرر. فعلي صعيد ردود الفعل العربية, بعث الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين برقية تهنئة إلي الرئيس عدلي منصور بمناسبة إقرار الدستور ونجاح الاستفتاء, بينما وصف الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات هذه الخطوة بأنها معلم رئيسي في خريطة المستقبل التي تعبر بمصر إلي التنمية والاستقرار, وعبر عن سعادته بالإقبال الكبير علي الاستفتاء والتأييد الكبير للدستور الجديد, وقد أجري رئيس الوزراء الليبي علي زيدان اتصالا هاتفيا بنظيره الدكتور حازم الببلاوي لتهنئته بانتهاء مرحلة الاستفتاء علي الدستور, كما توقعت ربيحة ذياب وزيرة شئون المرأة في الحكومة الفلسطينية أن تؤدي خطوة إقرار الدستور إلي عودة مصر بقوة إلي ريادتها ودورها في المنطقة. وعالميا, دعا جون كيري وزير الخارجية الأمريكية الحكومة المصرية إلي تطبيق مواد الدستور الجديد المتعلقة بالحقوق والحريات بالكامل, والتقدم باتجاه المصالحة. وبدا كيري متحفظا في تعليقه علي موافقة أكثر من98% من الناخبين علي الدستور الجديد, بقوله إن التصويت علي الاستفتاء والاقتراع لمرة واحدة لا يعني الديمقراطية, وأضاف أن ما سيأتي لاحقا بعد الاستفتاء هو ما سيحدد الإطار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأجيال المقبلة في مصر. وقال إن المصريين الشجعان الذين وقفوا في ميدان التحرير لم يخاطروا بحياتهم خلال الثورة لكي تتبدد في النهاية الفرص التاريخية في عملية التحول, مطالبا القيادة المصرية بصياغة تسويات صعبة والسعي إلي إيجاد إجماع واسع علي القضايا الخلافية. ودعا كيري جميع الأطراف السياسية في مصر إلي إدانة ونبذ العنف والسير قدما نحو استكمال العملية السياسية علي قاعدة حكم القانون واحترام الحريات. وكان الموقف الفرنسي أكثر وضوحا, إذ أكدت خارجيتها أن إقرار الدستور الجديد في مصر خطوة مهمة صوب إقامة مؤسسات ديمقراطية ومدنية تضمن الحريات الأساسية, وتحدثت منظمة الديمقراطية الدولية الأمريكية عن بعض الملاحظات التي رصدتها عبر مراقبيها الثمانين, غير أنها أكدت أن المراقبين لم يرصدوا أي مشكلات أو معوقات قد تؤثر علي نتيجة الاستفتاء في مصر. قمة مصرية يونانية في أثينا اليوم من ناحية اخرى..يصل الرئيس عدلي منصور إلي أثينا اليوم في زيارة إلي اليونان تستغرق يوما واحدا, يرافقه خلالها وفد يضم كلا من نبيل فهمي وزير الخارجية, وهشام زعزوع وزير السياحة.ومن المقرر أن يعقد الرئيس فور وصوله جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس بمقر رئاسة الوزراء بأثينا, ثم يعقد جلسة مباحثات منفردة مع الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس بالقصر الجمهوري, يعقبها مؤتمر صحفي مشترك للرئيسين, ثم مأدبة غداء يقيمها الرئيس اليوناني علي شرف الرئيس منصور.