اكتشف "فنسنزوة دة ميتشل" عالم الفوهات الارتطامية السابق في المتحف المدني للتاريخ الطبيعي في ميلانو فوهة جبل كامل التي يبلغ عرضها 45 م وعمقها 16 م، علي بعد 2 كم شمال الحدود مع السودان عن طريق "جوجل أيرث" عام 2008. الفوهة هي فوهة ارتطام نيزك منذ 5000 سنة وقد تمت أول دراسة أول دراسة جيوفيزيائية عن طريق البعثة الايطالية -المصرية عام 2010 والتي أثبتت المنشأ ألنيزكي للفوهة. هذا وقد تكونت الفوهة بفعل نيزك حديدي, والذي أعطي اسما رسميا على اسم المنطقة التي وقع فيها والمعروفة باسم جبل كامل, والذي تناثر إلى آلاف الأجزاء التي امتزجت مع الأحجار الرملية في منطقة الارتطام. قدر عرض النيزك نحو 1.3 م ووصل وزنه إلى 10000 كجم. وبلغ مجموع شظاياه 800 كجم ، تم العثور عليها أثناء عمل البعثة، ونقل الجزء الأكبر منها إلى المتحف الجيولوجي المصري, وأخذت بعض العينات للدراسة في المتحف الوطني للقطب الجنوبي في جامعة سيينا، في متحف التاريخ الطبيعي في جامعة پيزا. واستنادا إلى حساباتهم ، فإن الفريق يرى أن النيزك اذ يبلغ أتساعه 4.2 أقدام(1.3 مترا) هو نيزك من الحديد الصلب وزنه 11023 إلى 22046 رطلا أي ما يعادل (5000 - 10000 كجم) اصطدمت بالأرض الصحراوية سليما تقريبا ، وبسرعة تزيد على 2،1 ميل , 3،5 كيلومترات في الثانية. ... ولقد صدر قرار موْخرا بتحويل منطقة "نيزك جبل كامل" إلى محمية طبيعية مما سيفتح الباب أمام زيادة المعرفة حول الحياة الخفية والأسرار غير المرئية خارج بيئة كوكب الأرض، و تحليل المواد النيزكية لصالح المجال الطبي للبحث عن النانو بكتريا. وما لا يعرفه الناس ان الفوائد الاقتصادية للنيازك ذاتها هائلة ، فإن ارتطام النيازك بالأرض يسهم في تكون رواسب معدنية ذات فوائد اقتصادية كبيرة. فالفجوات الغائرة في سطح الأرض والتي تنجم عن تأثيرات ارتطام النيازك بالأرض والتي تعرف بالفوهات النيزكية، تصير مكامن لتجمعات المياه العذبة التي تستغلها التجمعات البشرية في الحصول على الماء، أو المياه المالحة التي تستغل في الحصول على منتجات الأملاح المختلفة، كما هو الحال في فوهة (غور) تسوينج بجنوب أفريقيا، التي استغلت على مدى عقود في استخراج الأملاح. كما أن الفوهات النيزكية تحتوي على رواسب معدنية ذات قيمة اقتصادية عالية. إن تكون الفوهات النيزكية ينشأ من تأثير ارتطام النيازك العملاقة بالأرض مما يترتب عليه ضغوطا وحرارة هائلتين. وهذا من شأنه أن يقود إلي تكون هذه الفجوات أو الأغوار، وتحولات في بنية المعادن التي تشكل صخور القشرة الأرضية في مواقع الارتطام، إلي معادن ذات قيمة اقتصادية عالية؛ فمثلا تتحول الرمال إلي مواد زجاجية تدخل في صناعة الأحجار الكريمة كالزجاج الليبي، الذي يوجد في الجنوب الغربي من الحدود المصرية، والذي استغل منذ أقدم العصور في صناعة المجوهرات كونه مادة خضراء زبرجدية اللون. وقد استغله قدماء المصريين في تشكيل الأدوات الحجرية، وفصوص الأحجار الكريمة، خلال العصور المختلفة بداية من عصور ما قبل وحتى الوقت الراهن. وكذلك زجاج المولدفيت الأخضر الزبرجدي، الذي يوجد في جمهورية التشيك، واستخدم خلال الأزمنة المختلفة كحجر كريم أقبل على اقتناء مشغولات الملوك والأمراء. وإضافة إلي ذلك فإن الكثير من الفوهات النيزكية تحتوي على رواسب معدنية ذات قيمة اقتصادية عالية، مثل رواسب النيكل والنحاس التي تكونت نتيجة لحدث ارتطام نيزكي، أحدث غور سدبري بكندا في العصور الجيولوجية السحيقة. ويعتبر موقع هذا الغور أكبر مواقع استخراج النيكل على مستوى العالم. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى