قبل يومين فقط بدأ زعيمنا جمال عبد الناصر مشوار عامه السابع والتسعين من عمره المديد فهو بالنسبة لي ولعشرات الملايين لم يمت بعد ومازال حيا لأن الرمز لا يموت والذكريات العطرة لأمثاله من العظماء تظل في ذاكرة الشعوب قمة الخلود ومبعث الوحي ومصدر الإلهام جيلا بعد جيل! وليس أدل علي صحة ما أقول سوي تلك المشاهد المتكررة علي امتداد الوطن العربي منذ لحظة الرحيل في28 سبتمبر عام1970 وحتي اليوم فليست هناك لحظة ثورية واحدة أو انتفاضة شعبية صارخة لم يكن جمال عبد الناصر موجودا فيها بكلماته التي تهتف بها الحناجر وبصورته التي تحتضنها الصدور وترفعها فوق أعلي الرايات. لقد بكيت الرجل مثل مئات الملايين في أمة العرب يوم الرحيل واختنق صوتي من هول الصدمة ولكنني اليوم أعترف بأنني أخطأت رغم صدق مشاعري وقتها لأن أمثال جمال عبدالناصر لا يموتون برحيل الجسد وإنما يظلون شموعا مضيئة تنير الطريق بمبادئهم العظيمة وأفكارهم النبيلة وقراراتهم الجريئة. ربما كنت علي حق فقط عندما بكيت في عام الرمادة الذي استلب فيه الإخوان حكم مصر وتصوروا أن الوطن بات ملكا لهم وأن التاريخ يمكن إعادة تزوير صفحاته ومن ثم صبوا جام حقدهم علي عبد الناصر والحقبة الناصرية الستينيات.. وما أدراك ما الستينات.. وفي ظني أن هذه السقطة ضمن سقطات أخري كثيرة هي التي أسقطت صورة المظاليم المتأسلمين في عيون المصريين لنحو80 عاما وأفرزت منذ مسرحية الصدر المفتوح في ميدان التحرير جوهر مخزون الحقد الإخواني ليس فقط ضد عبد الناصر كشخص وإنما ضد شعب بأكمله كان وما زال يري في حقبة الستينات واحدة من أعظم الحقب الوطنية المصرية والقومية العربية والعدالة الاجتماعية. وإلي رفاق السلاح في ملحمة نصر أكتوبر الذين التقيتهم صدفة في لجنة التصويت علي الدستور ها أنا أفي بالوعد وألبي مطلبكم بالكتابة عن هذه الذكري العطرة بحبر الصدق في قلم الضمير وأتفق معكم في أن مصر تحتاج إلي ناصر جديد وفق حسابات عصر جديد.. وهو موجود وحاضر في المشهد الراهن تحيطه الملايين بالحب والثقة! خير الكلام: الأمير يبقي أميرا علي الدوام.. إن زال سلطان الولاية لم يزل سلطان فضله! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله