كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن أزمة المعهد العالي للسينما والشائعات حول تدهوره وترديه وقد مر علي إنشائه خمسون عاما وخاصة أن خريجي هذا المعهد يمثلون قوة العمل الأساسية لسوق العمل الحالي في مجالي السينما والتليفزيون. لذلك كان لزاما علينا أن نستوضح الأمر من عميد المعهد العالي للسينما د. غادة جبارة والتي تخرجت في المعهد بقسم المونتاج عام1990 وشغلت منصب رئيس قسم المونتاج ثم منصب وكيل المعهد العالي للسينما. وأخيرا عميدا للمعهد العالي للسينما. وحول النظرة المستقبلية للمعهد والخطة الاستراتيجية لتطويره وما يمكن تحقيقه في مجالات التعليم والبحث العلمي كان لصفحة السينما معها هذا الحوار. .ما هو حال المعهد حاليا؟ المعهد جزء من مصر, ومصر كلها في حالة اضطراب, لكن نحن نسعي للنهوض به, وهذا لن يتم إلا بمشاركة الجميع ودعم الدولة. ولابد أن يكون هناك تعاون ما بين إدارة المعهد وبين أعضاء هيئة التدريس لأنه لا يمكن أن ينجح أي نظام يقوم علي الفردية فنحن كيان متصل حلقاته مثل السلسلة. .وما هي المشكلات التي تواجهه؟ المنظومة التعليمية تحتاج إلي إعادة هيكلة والحقيقة أن الاضطراب الذي حدث في أعقاب الثورة أثر علي منظومة المعهد مثلما حدث في كل مؤسسة في الدولة والمسألة تحتاج لوقت حتي تتضح الأمور وتستقر. .ميزانية المعهد هل تكفي احتياجاته؟ نحن نحتاج إلي ميزانية أكبر لأننا نعمل بأجهزة متطورة وحديثة لأن التكنولوجيا الحديثة تتطور بسرعة فائقة. والطالب لابد أن يكون علي دراية بالأجهزة الحديثة المستخدمة في سوق العمل سواء كانت الكاميرات أو أجهزة الصوت والمونتاج فالأمر يحتاج إلي مواكبة مستمرة لهذا التطور. . لاحظت أن مبني المعهد في حالة سيئة؟ صحيح أن المبني حالته اليوم صعبة جدا ومتدهورة. ولكن لدينا مبني جديد مشيد منذ سنوات ولم يجهز بعد وقد وعدنا رئيس الأكاديمية د. سامح مهران بتطوير مبني المعهد القديم وتجهيز المبني الحديث وذلك ضمن خطة تطوير المعاهد حيث تم تطوير المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي الكونسرفتوار وجاء الدور علينا في التطوير. . لماذا لم يتطور المعهد ليواكب معاهد السينما العالمية وذلك بعد الاحتفال بمرور50 عاما علي إنشائه؟ هذه المقولة خاطئة لأن معهدنا تطور علي قدر المستطاع فنحن نملك أجهزة ومعدات.. صحيح عددها قليل ولكنها متطورة وحديثة مثل ما هو موجود في سوق العمل. .ما هو موقع مشاريع أفلام طلبة المعهد في مهرجانات السينما العالمية؟ نحن نشارك في المهرجانات بأفلام الطلبة سواء المحلية أو العالمية مثل أمريكا وأوروبا ونفوز بجوائز في المهرجانات العالمية والمحلية.. ولا ننسي أن معهدنا أول معهد سينما أنشئ في الشرق الأوسط. .هل هناك إقبال علي الالتحاق بالمعهد؟ نعم.. هناك طلب متزايد علي المعهد من جميع أنحاء الوطن العربي ويتزايد كل عام.. خاصة أننا افتتحنا منذ ثلاث سنوات قسما يسمي التعليم الموازي بالمصروفات بنفس الشروط إلا أن هناك استثناء في شرط السن. .هل يقوم الطلبة بالإنفاق علي مشاريع أفلامهم من أموالهم الخاصة؟ نحن نوفر للطالب الخامات والمعدات الأساسية من كاميرا وإضاءة وأجهزة صوت وأجهزة مونتاج ومعامل.. هذا بالإضافة إلي استوديو تصوير خاص بالأكاديمية.. ولكن أي إضافة من الطالب يريد أن يزودها أو يضيفها يتحملها هو.. فالمعهد يساعد في حدود الإمكانات المتاحة. .هل نجح مشروع الدراسات الحرة بالمعهد؟ إلي حد ما وجار تطويره وهذا برنامج تدريبي يمتد لسنتين يحصل بعدها الطالب علي دبلومة الدراسات الحرة. .ما هي النظرة المستقبلية للمعهد؟ أسعي الي تهيئة مناخ يسوده التعاون من كافة الأطرف أعضاء هيئة التدريس, والطلاب والعاملين وتطوير كل الأجهزة بالمعهد الموجودة بكافة الأقسام العلمية لتواكب سوق العمل وربط المؤسسة التعليمية بسوق العمل ورعاية الطلبة المتفوقين والتشديد علي التزام الطالب بالحضور75% من مجمل المحاضرات وإعادة هيكلة لمرحلة الدراسات العليا وإخضاعها لنظام الساعات المعتمدة وتطوير المناهج وتوظيف التقنيات الحديثة ورفع مهارات السادة أعضاء هيئة التدريس المعاونين وتشجيع استضافة الخبراء الأجانب والسعي لإرسال بعثات إلي الخارج لتدريب أعضاء هيئة التدريس لزيادة كفاءتهم.