للأسف أتت السياسة بما لا تشتهي السياحة.. أقصد أتت الرياح بما لا تشتهي السفن في.2013 فقد كان الأمل يحدونا من أن يكون العام الماضي أفضل من العامين السابقين2011 و2012, وذلك بأن تعود السياحة المصرية إلي أفضل أعوامها أو ما نسميه بعام الذروة وهو2010 الذي حققت فيه أرقاما قياسية.. فقد زار مصر في ذلك العام147 مليون سائح وحققت دخلا بلغ125 مليار دولار.. لكن جاءت ثورة25 يناير وما صاحبها من عدم استقرار سياسي لتتراجع الأرقام في2011 إلي98 مليون سائح والدخل8 مليارات دولار ثم في2012 كانت الأرقام115 مليون سائح والدخل10 مليارات دولار.. ليأتي بعد ذلك عام حكم الإخوان المسلمين من منتصف2012 إلي منتصف2013 بكل ما صاحبه من أحداث وعدم استقرار سياسي حتي جاءت ثورة30 يونيو لتطيح بحكم الإخوان ولتكون بذلك هذه السنة2013 فيها حاجة حلوة كما تقول الأغنية الشهيرة عن مصر التي كتبها الشاعر المبدع أيمن بهجت قمر وصاغ لحنها الموسيقار الرائع عمر خيرت وغنتها صاحبة الصوت الشجي ريهام عبد الحكيم. لكن ما أعقب ثورة30 يونيو من عنف وعدم استقرار وأحداث رابعة والنهضة جعل هذه السنة2013 تنتهي بأن سجلت أسوأ أعوام السياحة المصرية علي الإطلاق حيث بالكاد ستكون الأرقام نحو9 ملايين سائح والدخل6 مليارات دولار( الأرقام الرسمية لم تعلن بعد). والأسوأ من ذلك هو أن معدل أو متوسط إنفاق السائح في مصر تراجع العام الماضي من85 دولارا في الليلة إلي نحو72 دولارا فقط, وتلك كارثة كبري لأن العودة بالإنفاق أو بأسعار السياحة التي كانت عليها والتي تحقق دخلا عاليا سيكون في منتهي الصعوبة. ويمكن القول إن عام2013 الذي ودعناه أمس الأول كان هو عام الحزن والغضب علي حال السياحة المصرية بعد أن توالت تحذيرات الدول بعدم زيارة مصر التي وصلت ذروتها في انخفاض أعداد السائحين في سبتمبر الماضي الذي انخفضت فيه السياحة بنسبة95% مقارنة بنفس الشهر من عام2010 ولم يزر مصر سوي نحو300 ألف سائح فقط إلي أن نجحت مصر ووزارة السياحة بقيادة هشام زعزوع وزير السياحة وبمساعدة نبيل فهمي وزير الخارجية في إقناع الكثير من الدول برفع أو تخفيف هذه التحذيرات. لكن كان العام قد بدأ في الانصراف ولم تعد الأرقام إلي ما كانت عليه في2012 وبالطبع مازال الفرق بينها وبين2010 بعيدا لتنتهي2013 بهذه الأرقام الضعيفة في هذا العام الصعب جدا علي المصريين.. وعلي السياحة المصرية.. التي أوجعتها خلافات السياسة والسياسيين وحكم الإخوان.. وهكذا تمضي الأيام والسنون.. لكن المهم ألا نفقد الأمل في عام قادم أفضل ندعو الله أن تكون فيه حاجة حلوة للسياحة المصرية. ..فالتفاؤل مع الحذر هو السبيل الوحيد للدخول بقوة إلي مستقبل أفضل في العام الحالي2014 الذي بدأ أمس مع دعوات بأن تستقر أحوال السياسة في مصر حتي تستقر أحوال السياحة وتزدهر. ومن المهم هنا ونحن نتحدث عن حالة التفاؤل بعام أفضل ألا ننسي أننا لابد أن نتوسع في تنويع الأسواق وألا تقتصر جهودنا التنشيطية علي الغرب وعلي أوروبا تحديدا تلك السوق التقليدية التي تمدنا بنحو75% من السياحة المصرية. وهو ما تنبه إليه وزير السياحة هشام زعزوع حينما أعلن في الأيام الأخيرة من العام الماضي عن تفكيره في حاجة حلوة في2014 وهي الاتجاه شرقا.. أقصد الاتجاه إلي دول الخليج العربي والسياحة العربية بشكل عام والتي تشكل نحو22% من السياحة إلي مصر.. وكذلك الاتجاه شرقا أيضا إلي جنوب شرق آسيا وتحديدا دولتي الهندوالصين. ففي إطار الاتجاه إلي تنشيط السياحة العربية خاصة من دول الخليج. أعلن وزير السياحة عن حملة تنشيط وأفلام دعائية تحت شعار وحشتونا. وفي إطار التفاؤل بعام2014 والاتجاه شرقا وجهت الوزارة دعوة لعدد من مديري شركات السياحة الصينية لمتابعة المشهد الأمني في مصر ونقل رسالة طمأنة لعملائهم في الصين وكذلك الاتفاق علي حملات للترويج السياحي بين البلدين. وكان من أهم فاعليات الاتجاه شرقا هو الإعلان عن بدء إطلاق حملة المليون سائح هندي إلي مصر حتي نهاية.2017 وأكد وزير السياحة أن السوق الهندية من الأسواق الواعدة للسياحة المصرية ولذلك تقرر السماح للسائحين الهنود بالحصول علي تأشيرة الدخول إلي مصر مباشرة عند الوصول إلي المواني المصرية.. وهكذا نتطلع إلي أن تشهد حالة الاتجاه شرقا إلي دول الخليج العربي والصينوالهند.. حالة من التفاؤل بعام جديد يحمل في أيامه الخير للسياحة المصرية, وإن شاء الله تكون هذه السنة الجديدة فيها حاجة حلوة!!