بعد اغتيال محمد شطح وزير المالية اللبناني الأسبق منذ أيام فرض السؤال نفسه علي المشهد اللبناني من يجرؤ بعد الآن علي السير في شوارع بيروت العاصمة ولبنان الدولة من الوزراء ونواب البرلمان الحاليين والسابقين.وهو لا يخشي في كل لحظة أن يكون هدفا للإغتيال والتصفية الجسدية. عادت دائرة الشر المخيفة تطل برأسها في شوارع لبنان,تحصد الأرواح وسط حيرة بالغة والكل يبحث عمن يقف وراء تلك الأعمال الإرهابية الخطيرة ؟ لم يكن اسم محمد شطح مطروحا علي قوائم الاغتيالات في لبنان,هو خارج السلطة والبرلمان,ويمتاز بالاعتدال والوسطية, والقائمة تضم أسماء معروفة في مقدمتها سعد الحريري الذي يغيب عن لبنان منذ عامين ونصف العام, ولا يستطيع العودة خشية مواجهة هذا المصير المخيف فهو الهدف رقم واحد. محمد شطح هو شخصية مهمة في تيار المستقبل وقوي14 آذار, ويوم اغتياله صباح الجمعة الماضي كان علي بعد خطوات قليلة جدا من بيت الوسط, وهو قصر سعد الحريري الذي شيده منذ سنوات في قلب بيروت وبالقرب من السراي الحكومي ومجلس النواب وضريح والده ولكنه بعيد عنه الآن يقيم في المملكة العربية السعودية علي أمل أن يعود من جديد إلي وطنه وقصره. ومع هذا فهو قصر يظل مفتوحا يجتمع فيه رموز تيار المستقبل وقوي14 آذار في كل المناسبات للتأكيد علي أنه بيت زعيم التيار ورئيسه. كان مقررا أن يحضر الوزير شطح اجتماعا لقادة قوي14 آذار لبحث الموقف في الداخل اللبناني.. وفي المنطقة القريبة جدا من موقع اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق, جري تفجير سيارته في أكبر عملية إرهابية في بيروت منذ سنوات كما لو كان يعانق الحريري. تفاصيل الحادث الدامي تقول إنه بمجرد مرور سيارة الوزير انفجرت فيها سيارة أخري ونتج عن الحادث البشع مصرع6 أشخاص بينهم الوزير وإصابة اكثر من35 آخرين. وكعادة اللبنانيين في مثل هذه الأحداث المفجعة توالت الإدانات وتوالت الاتهامات, ليس إلا. كل القيادات والشخصيات والأحزاب سارعت بإصدار بيانات قوية لكنها مجرد عبارات تتكرر في كل حادث يودي بأرواح الأبرياء ويخطف من لبنان رموزها في شتي المجالات. أما علي مستوي الفعل فلا شيء يتحقق سوي المزيد من تأجيج الصراع وتصعيد الخلافات وإظهار بعض الشخصيات بشكل يضعها هدفا للقتل والاغتيال. محمد بهاء شطح الشهير محمد شطح هواقتصادي ودبلوماسي لبناني رفيع عمل لسنوات طويلة في البنك الدولي, وهو خريج الجامعة الأمريكية وحاصل علي الدكتوراة من الولاياتالمتحدةالأمريكية, وقدم استقالته من البنك الدولي عند اغتيال رفيق الحريري, وقبلها كان سفيرا للبنان في واشنطن. وفي لحظة الحزن العاصف قالت زوجة الوزير اللبناني السابق محمد شطح السيدة نينا شطح إن' لا خوف علي الشارع السني المعتدل بالرغم من التعنت والإجرام', وأضافت:' هم يريدوننا أن نكون متطرفين لكن لا وألف لا, وهذا ليس مطلب الشهيد محمد ولا مطلب كل الشهداء ومن قرر إغتيال شطح هو الكافر والتكفيري'. ووصفت السيدة شطح, زوجها الشهيد ب'الإنسان العصامي والمفكر والطموح والرزين, كان جوابا جاهزا لكل سؤال وكان يحب الناس ويحب لبنان وها هو قد ضحي بحياته من أجله. وفي مقابلة تليفزيونية قالت زوجة شطح:' لم يكن طموحي أن يصبح لقبه الشهيد..الله كبير وأنا مؤمنة ومحمد كان مؤمنا بالله والعائلة والوطن' وأضافت' الوطن باق باق باق..' قبل اغتياله بساعة واحدة كتب شطح علي تويتر:حزب الله يهول ويضغط ليصل إلي ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة15 عاما: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية,هذه آخر آرائه قبل أن تغتاله سيارة مفخخة. رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري نعي مستشاره شطح في بيان أصدره واتهم فيه ضمنيا حزب الله بالاغتيال قائلا: المتهمون بالنسبة لنا وحتي إشعار آخر هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية ويرفضون المثول أمام المحكمة الدولية,إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضي علي لبنان واللبنانيين, ويستدرجون الحرائق الإقليمية إلي البيت الوطني, في إشارة إلي عناصر حزب الله الخمسة المطلوبين للتحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري والمتوارين عن الأنظار. ورد النائب حسن فضل الله من حزب الله قائلا إن' فريق14 آذار سارع إلي الإستثمار السياسي لجريمة اغتيال محمد شطح التي, وهذا هو منهجهم منذ عام2005, حيث أنهم يرقصون علي الدماء ويتعلقون بحبال الهواء من أجل تحقيق مكتسبات سياسية, تارة ليتحكموا بالبلد وليستولوا علي الحكومة والقضاء والأمن ومقدرات البلد, وتارة أخري ليحققوا حلمهم بمواجهة هذه المقاومة وخيارها'. وقال مدير عام وزارة الاعلام السابق محمد عبيد, بأن' تصريح رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وقوي14 اذار كان متسرعا وهو عبارة عن الاتهام السياسي, مشيرا إلي أن' الهدف منه لم العصب في تيار المستقبل الذي يعاني أزمة شعبية وحضوره السياسي'. وقال يجب أن تتعاون الأجهزة الأمنية فيما بين بعضها لكشف النتائج وألا نقوم بإلقاء الاتهامات جزافا', مطالبا بالكف عن الاستثمار علي دماء اللبنانيين لأن هذا أمر خطير.