ونحن علي مشارف عام جديد ظهرت طفرة علمية كبيرة لمواجهة الفيروس الكبدي سي من خلال اكتشاف أكثر من ثلاثين دواء جديدا شديد الفاعلية في إيقاف تكاثر الفيروس داخل خلايا الكبد في مراحله المختلفة. أعلن ذلك مؤخرا في المؤتمر السنوي الرابع والستين للجمعية الأمريكية بواشنطن, وأكد الباحثون أن الأدوية الجديدة تؤخذ بالفم دون حاجة للعلاج بالأنترفيرون وبنسب شفاء تصل إلي95%, ومنذ أن ظهرت هذه النتائج, وأسئلة كثيرة تدور في ذهن المرضي المصابين بالفيروس سي, عن فاعلية هذه العلاجات الجديدة وهل هي فعالة للنوع الجيني الرابع المنتشر في مصر, وما هي الحالات المرضية التي تحتاج إلي هذه العلاجات ومتي يتم طرح هذه العلاجات في السوق المصري وبتكلفة مناسبة للمرضي خاصة بعد ما أثير من ضجة عن تكلفتها الباهظة التي تشكل عائقا حقيقيا يحول دون وصولها إلي المرضي. أكد مؤتمر الجمعية القومية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد الذي عقد أخيرا بالتعاون مع مستشفي الفيوم العام ضرورة مراعاة الضوابط العالمية المتفق عليها قبل علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي سي بالأدوية الجديدة وأولها ألا يتجاوز عمر المريض60 عاما, وأن يكون جهازه المناعي سليما وغير مصاب بأمراض مزمنة مثل قصور الدورة التاجية للقلب وقصور وظائف الكلي, كما يجب ألا يكون المريض متعاطيا للكحوليات أو لأدوية علاج أمراض المخ والأعصاب أو الأمراض النفسية والاكتئاب, وأن يكون وزنه في الحدود المناسبة, ولا يعاني من تليف متقدم بالكبد, حيث يمكن علاج مرضي التليف من الدرجة الأولي. ويعد الاختيار الجيد للمريض كما يقول الدكتور عمر هيكل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد ورئيس المؤتمر هو أساس تحسين نتائج العلاج, ويتطلب ذلك متابعة شهرية للمريض بعد العلاج خلال الأشهر الثلاثة الأولي, ثم كل فترة من6 إلي18 أسبوعا, كما يجب تقييم حالة المريض جيدا قبل العلاج, لتجنب العوامل التي قد تضعف من استجابة المريض, مثل زيادة نسبة التليف أو التشمع, ومقاومة الجسم للأنسولين, والإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي, ومن جانب آخر وجد أن نقص فيتامين د يضعف من استجابة المريض للعلاج بالإنترفيرون طويل المفعول, ولذلك أوصي الباحثون بإضافة فيتامينيD وE للعلاج لتحسين الاستجابة وتقليل مدة العلاج إلي44 أسبوعا بدلا من48 أسبوعا. وعن العلاجات الحديثة لفيروس سي, يوضح الدكتور حسني سلامة أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة, أن هناك دواءين جديدين مخفضين للإنزيمات, كما أن هناك أدوية يجري تجربتها الآن في الصين, ومن المتوقع أن تخرج قريبا وأن تكون أسعارها مناسبة. ولذلك يري الدكتور سلامة عدم التسرع والانتظار للتأكد من فاعلية الأدوية الجديدة علي الفيروس الذي قد يظل حيا داخل خلايا الكبد مادامت ظلت هذه الخلايا حية, مما يتطلب استمرار تعاطي العلاج حتي ينتهي عمر الخلايا نفسها ويتم تجديدها, وذلك لتجنب احتمال استعادة الفيروس لنشاطه داخل الخلايا بعد توقف العلاج. ويشيرالدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس أن الأدوية الحديثة للفيروس' سي' من بينها ثمانية أدوية جديدة ثبتت فعاليتها ضد النوع الجيني الرابع المنتشر بمصر وسوف تؤخذ بالفم فقط دون حاجة للعلاج بالأنترفيرون وبنسب شفاء تقترب من95%, وذلك خلال فترة علاج تتراوح بين12 إلي24 أسبوعا فقط. وقد أثبتت بعض هذه الأدوية من الأجيال الحديثة التي أنهت مرحلة التجارب السريرية فاعليتها الكبيرة في التأثير علي تكاثر النوع الجيني الرابع المنتشر بمصر حيث تتميز بقدرتها علي إيقاف تكاثر الفيروس في مراحله المختلفة, ومنع استقبال الخلايا الكبدية له بغلق مستقبلاته بها, بجانب قلة أعراضها الجانبية وفاعليتها الفائقة في مقاومة الفيروس, مع إمكانية إعطائها بدون الأنترفيرون وتميزها بقلة مقاومة الفيروس لها.