لا أحد يستطيع أن ينكر أن الدروس الخصوصية تلتهم الجزء الأكبر من ميزانية الأسر المصرية؟ ولا شك أيضا أن الدروس الخصوصية أصبحت مسألة ضرورية ولا يمكن لطالب أن يستغني عنها لأمرين مهمين, الأول هو حاجة الطلاب الفعلية لهذه الدروس في ظل تدني المستوي التعليمي بالمدارس وعدم قدرة الطلاب علي التحصيل داخل الفصل الدراسي, والأمر الثاني يتعلق بالمدرس الذي يسعي هو الآخر إلي تحسين وضعه المادي في ظل انخفاض رواتب المدرسين. الأرقام لا تكذب.. ولكن الواقع يؤكد أن المصريين ينفقون35 مليار جنيه علي التعليم ما بين دروس خصوصية وكتب خارجية ومجموعات تقوية بحسب ما قالته الدكتورة ناهد رمزي الباحثة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. مؤكدة أن ما بين50 و75% من دخل الأسر يذهب للتعليم خاصة الدروس الخصوصية. إذن نحن أمام قضية فعلية, ولا يصح أن ندفن رؤوسنا في الرمال, ونطالب بالقضاء علي الدروس الخصوصية, ولكن الأصح هو محاولة تقنينها ووضع آليات لها, هذا ليس كلامنا ولكن بعض أولياء الأمور الذي أكدوا أن أبناءهم بغير الدروس الخصوصية لن يتمكنوا من النجاح والتفوق. ياسر عبدالحكيم, مهندس ميكانيكي,45 سنة أكد أنه ينفق ما يقرب من2500 جنيه شهريا علي الدروس الخصوصية لابنه الطالب بالصف الثاني الثانوي وابنته الطالبة بالصف الثالث الإعدادي, مؤكدا أنه مهما يكن المدرس مخلصا في أداء عمله داخل الفصل لكن لا أحد يستطيع أن يستغني عن الدروس الخصوصية. أما وليد عبدالدايم30 سنة, موظف, فأكد أنه أجبر علي إعطاء ابنه الطالب بالصف الرابع الابتدائي درسا خصوصيا ولكن بشكل شيك, مؤكدا أنه فوجئ بعد مرور شهر من بداية العام الدراسي الحالي بإحدي مدرسات ابنه تقوم باستدعائه هو وعدد من أولياء أمور الطلاب وأخبرتهم المدرسة أن مستوي ابنائهم ضعيف جدا, وأنهم يحتاجون لمجموعات تقوية, وبالتالي كان من الطبيعي أن يتفق مع المدرسة علي إعطاء ابنه دروسا خصوصية, مشيرا إلي أن مستوي ابنه ارتفع وزاد تحصيله الدراسي, مؤكدا أنه يجب أن تكون هناك آلية للدروس الخصوصية لأنه لا يمكن الاستغناء عنها, وبحيث لا يستغل بعض المدرسين من معدومي الضمير حاجة الطلاب للدروس.