يعتزم قادة الكونجرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري طرح حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران خلال أيام قليلة, وذلك في تحد واضح لإدارة الرئيس باراك أوباما التي ترفض إقرار مثل هذه العقوبات. وجاءت هذه الخطوة من جانب النواب الأمريكيين بالتزامن مع تحذيرات محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني من احتمال انهيار اتفاق جنيف التاريخي الذي توصلت إليه طهران مع الدول الكبري إذا ما حدث ذلك. ونقلت شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية عن مصادر في الكونجرس أن الاتفاق الجديد في الكونجرس سيشمل عقوبات إضافية يبدأ تطبيقها بعد ستة أشهر, وتنص العقوبات علي عدم السماح بتخصيب اليورانيوم في إيران, ولكنها تقر بحق استخدام الطاقة النووية لأغراض تجارية شرط الخضوع لمراقبة المجتمع الدولي. ويعمل علي الحزمة الجديدة فريق من النواب يقودهم من الحزب الديمقراطي تشاك شومر وروبرت مانديز ومن الحزب الجمهوري ليندسي جراهام ومارك كيرك. وأعرب جراهام عن أمله في طرح الحزمة قريبا, مؤكدا أن الخطة تقضي بمواصلة الضغط علي طهران حتي التأكد من وقفها لبرامج التخصيب. وقال مصدر مطلع إن البيت الأبيض يعارض بشدة فرض عقوبات جديدة علي إيران. وفي غضون ذلك, حذر وزير الخارجية الإيراني من أن إقرار الكونجرس لعقوبات جديدة علي طهران لأنها ستؤدي إلي الغاء الاتفاق النووي المؤقت الذي توصلت إليه 5+1مع بلاده في جنيف الشهر الماضي. وأوضح ظريف, في حوار مع مجلة التايم الأمريكية, أن هذا الاتفاق ينص علي تجميد بعض نشاطات البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع عقوبات مفروضة علي إيران بهدف تمهيد الطريق أمام تحقيق تسوية نهائية بين إيران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي. وأضاف أن هناك بعض الخلافات بين إيران والسداسية الدولية تتمثل في إلغاء جميع العقوبات المفروضة سواء ما فرضه مجلس الأمن الدولي أو الحظر الأحادي أو المتعدد الأطراف خارج الأممالمتحدة إلي جانب نشاطات تخصيب اليورانيوم التي تمارسها إيران, مضيفا أن هذين البندين جار التفاوض بشأنهما بهدف إدراجهما في الاتفاق النهائي. وأشار إلي أن الصين وروسيا تشعران بحالة من القلق والخوف لكنهما تبديان الثقة والاطمئنان حيال الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وفي السياق ذاته, نفت المتحدثة الإيرانية وجود محادثات سرية بين طهرانوواشنطن بخصوص اتفاق جنيف. ووصفت تصريحات المسئولين الأمريكيين بشأن إيران بغير المتزنة. وفي تطور مهم, رفضت إيران مقترحا من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بعقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية: لم تكن هناك تغييرات في السياسة الإيرانية حيال النظام الصهيوني ولن يكون. وأضافت أفخم أن بلادها لن تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة.