لاشك أن وضع حجر الأساس لمتحف قناة السويس بالاسماعيلية يعتبر خطوة مهمة خاصة في الوقت الحالي حيث يواكب, في نفس الوقت, الإجراءات التي تتخذها الحكومة لتنمية إقليم قناة السويس كمشروع تنموي يفيد الوطن عامة ومحافظات القناة خاصة.. وإذا كان الهدف من إنشاء هذا المتحف هو إلقاء الضوء علي تضحيات أجدادنا الذين شقوا بسواعدهم الفتية أعظم مجري ملاحي في العالم, وكذلك العمل علي كتابة أسماء هؤلاء الأجداد الذين ضحوا بأرواحهم في أثناء فترة حفر القناة بين9581 9681 وهم الآلاف وقد تخضبت القناة بعرقهم الطاهرة, لذا فإنني أعرض, اقتراحا أتمني أن يتبناه المسئولون بالهيئة, وهو بحث إمكان تكريم شهداء الحفر ممثلين في أحفادهم أو ذويهم ممن هم علي قيد الحياة الآن وهم يمثلون غالبا الجيل الخامس منهم, وذلك علي نمط تكريم الدولة للمبدعين والمثقفين الراحلين في شخص أبنائهم أو ذويهم.. إن هذا التكريم سيكون بمثابة لفتة إنسانية تحمل التقدير والاعزاز لهؤلاء الجنود المجهولين الذين حفروا القناة بأيديهم لتكون لنا المصدر الرئيسي لدخلنا القومي وكأنها بمثابة صدقة جارية علي أرواحهم الطاهرة فننتفع بها طوال حياتنا.. وعلي نفس المنوال أيضا, يمكن تكريم المرشدين سواء من كان منهم علي قيد الحياة الآن أو من خلال أبنائهم وهم الذين تولوا عملية إرشاد السفن عقب تأميم القناة في يوليو6591 بعد انسحاب المرشدين الأجانب مع وضع صورهم بالمتحف المزمع إنشاؤه بالاسماعيلية.. وإذا كان ثمة اقتراح بوضع تمثال للفلاح المصري علي ضفة القناة فإن أنسب مكان لذلك هو قاعدة ديليسبس في مدخل القناة بورسعيد, والتي مازالت شاغرة بعد إنزال تمثال ديليسبس من عليها عقب العدوان الغاشم علي بلادنا في أكتوبر.6591 محمد فكري عبد الجليل