تكاد تقترب الذكري المئوية للمذابح التي ارتكبتها تركيا العثمانية ضد الأرمن. حوالي1.5 مليون أرمني ذهبوا ضحايا للطموح التركي للتوسع علي حساب شعب نبيل ما زال يعاني حتي اليوم من صراخ الأجداد والجدات الذين ذبحوا علي يد الأتراك عام1915 في أكبر مذبحة يندي لها جبين الإنسانية.. وحتي اليوم لم يتمكن الأحفاد الذين يعيشون بيننا ونراهم في الشتات في جميع أنحاء العالم من الحصول علي اعتراف دولي دامغ بتلك الجريمة التي تماثل ما فعله هتلر باليهود في المانيا. مذابح الأرمن لا تقل عن الهولوكوست لذا ينبغي تذكير السيد رجب طيب أردوغان الذي يتبجح بالتدخل في شئون مصر الداخلية بحقوق هذا الشعب النبيل. من منا لا يتذكر الأرمني النبيل نوبار باشا الذي عاصر7 حكام لمصر في القرن التاسع عشر بدءا من العمل في ديوان محمد علي وهو في الخامسة عشرة من عمره.. ذلك الرجل الذي ساهم في بناء دولاب الدولة المصرية وتطوير نظامها القانوني والغاء المحاكم المختلطة ومنح المواطن المصري حقوقه الأساسية في مواجهة الأجنبي المحتل.. نوبار باشا الذي كتب مذكراته وهو يتحدث عن مصر كأنها وطنه الأول. لقد رأيت الجالية الأرمينية المصرية في مونتريال بكندا وهم يقدمون أنفسهم بهذه الصفة.. رأيت المخرج الكندي الأرمني المصري أتوم أجويان صاحب الفيلم العالمي الشهير عن المذبحة أرارات. هؤلاء عاشوا في مصر.. أفتخروا بها ولا بد من الوقوف بجوارهم في ألمهم الكبير.. في سعيهم نحو نيل الأعتراف الدولة بالمذبحة التي أرتكبها أجداد رجب طيب أردوغان الذي يرغب في الأنضمام الي الاتحاد الأوروبي والايادي ما زالت ملوثة بدماء الأبرياء. لا بد أن تقدم الدولة المصرية الرسالة لمن يريد التدخل في شئونها الداخلية بالوقوف بجوار العنف والأرهاب بأن مصر قادرة علي ممارسة دورها الأقليمي وعلي الحفاظ علي علاقات متوازنة مع الجميع بشرط أحترام سيادتها وأستقلالها. الوقوف بجوار الأرمن في قضيتهم هو أنتصار للعدالة ولحقوق الأنسان ويجب أستدعاء القضية مرة أخري للمسرح الدولي. لمزيد من مقالات جمال زايدة