بيقين فإن حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء في حيرة كبيرة إزاء انكشافه أمام الرأي العام, وتعرضه لهجوم الناس الذين سحبوا منه غطاءات الرضا العام واحدا تلو الآخر, حتي وقف عاريا في مواجهتهم لا يتقن سوي الارتعاش سواء تعلق بالأيادي أو بغيرها.. ومن ثم تفتق ذهن الرجل عن حيلة لاكتساب أي قاعدة جماهيرية, فراح يداهن يناير1102 في خطابه العام, ثم هرول إلي ميدان التحرير يضع نصبا تذكاريا للأحداث وللشهداء, وليكسب ود كل من يدعي أنه من رموز ذلك اليناير, ولكن المفاجأة كانت في سلوك أولئك الذين يرتبطون بيناير ويرتبط بهم, حين هدوا حجر الأساس وأهانوا تزلف رئيس الوزراء إلي من لا يستحق التزلف, والحقيقة أن هناك خللا حقيقيا يسود تفكير حازم الببلاوي السياسي, وقد أفضي إلي ذلك المشهد المقرف والمحزن وغيره من روائع رئيس الحكومة, إذ إن الرجل لا يريد أن يعبر عن موقف يتساوق مع ثورة يونيو التي أتت به علي رأس الحكومة, أو هو ضدها ولا يبغي التورط في تأييدها, وقد بدا ذلك بوضوح قبيل ثورة يونيو بأيام في حفل جريدة( المصري اليوم) بعيدها السنوي حين ألقت الوطنية العتيدة تهاني الجبالي خطابا مفعما بالانحياز إلي الثورة علي حكم الإخوان الإرهابيين المستبد الفاسد الرجعي, فيما وقف الببلاوي بعدها يتكلم عن الاستماع( للطرفين).. أي طرفين يا سيد حازم, وأنت علي عتبات أضخم ثورة في التاريخ, والناس يحرقهم الغضب في الشوارع, ويلفح وجوههم صهد الشوق إلي التغيير؟!. ثم قبيل62 يوليو( خروج الشعب لتفويض السيسي) بيوم واحد, طلع حازم علينا في( أون تي في) وقال:( سوف نستمع غدا إلي هؤلاء وننصت إلي أولئك, ونشكل رأينا بعد ذلك)... وهذه طبعا هي الخيبة بالويبة, والويبة هي أحد المكاييل المصرية القديمة( من عهد الفاطميين والإردب فيه ست ويبات) والمعني أن الخيبة عظيمة والفشل مدو. الببلاوي لم يرد الانحياز لثورة يونيو في أي مرحلة من مراحلها, وهو يود إلصاق نفسه بأحداث يناير, ولكن جمهور يناير رفضه, وحطم نصبه, ولم يقر حركته المفتعلة بعد ما سرق فكرة النصب من البرنامج الانتخابي للفريق أحمد شفيق, وجري ليزيح ستارا ويكتب اسمه فوق لوح رخامي.. إنها حقا خيبة بالويبة. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع