الكويت علي موعد بعد غد الثلاثاء مع انعقاد القمة العربية الافريقية الثالثة والتي سيحتضنها قصر بيان قصر الحكم وقد أكملت كافة ترتيباتها وتحضيراتها واستعداداتها لاستضافة هذه القمة التي من المقرر أن تشهد مشاركة رفيعة المستوي من الجانبين العربي والإفريفي اللذين باتت لديهما قناعة قوية بالمضي قدما في طريق طويل بدأ منذ عقود بالقاهرة تحديدا في خلال الفترة من7 9 مارس من العام1977. وفي هذا السياق فإن أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح وولي العهد الشيخ نواف الاحمد قاما نهاية الأسبوع الماضي بجولة استطلاعية في قصر بيان اطلعا خلالها علي ما تم تحضيره من استعدادات لمؤتمر القمة العربية الافريقية الثالثة وغيره من اجتماعات تالية وفي مقدمتها القمة الخليجية الرابعة والثلاثين في شهر ديسمبر المقبل ثم المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا نهاية يناير القادم ولاشك أن البعد الأمني حظي بنصيب وافر من الاهتمام فقد أعدت وزارة الداخلية خطة أمنية متكاملة لتأمين وقائع القمة والمشاركين فيها تقوم علي تنظيم واجبات وأدوار الجهات الأمنية ذات الاختصاص: وزارة الداخلية والحرس الأميري والجيش الكويتي والحرس الوطني والعمل بشكل متكامل ومنسجم يضمن السيطرة الأمنية والتنظيمية بما يخدم ضيوف الكويت. كما تشمل الاستعدادات تكثيف مهام طيران الشرطة وغرفة العمليات المركزية. وعلي الصعيد الإعلامي يؤكد الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح وزير الاعلام الكويتي جاهزية وزارته بكل قطاعاتها لنقل فعاليات القمة العربية الافريقية معربا عن ثقته بأن أعمال هذه القمة الدولية الكبيرة ستتكلل بالنجاح وتعزز التعاون المنشود بين الدول العربية والافريقية ويلفت الشيخ سلمان الي أن الاعلام الكويتي كان وسيظل رائدا وعلي قدر المسؤولية الوطنية والاعلامية في تغطية القمم واللقاءات الدولية التي تعقد علي ارض الكويت مؤكدا حرصه علي تذليل الصعاب أمام تنفيذ تغطية اعلامية ناجحة وضمن الخطوات التحضيرية لقمة الكويت عقدت يومي الأحد والاثنين الماضيين فعاليات المنتدي الاقتصادي العربي الإفريقي الذي شارك فيه أكثر من600 رجل أعمال من الجانبين, إضافة إلي مشاركين من القارات الأخري وشهد نقاشا مستفيضا بشأن فرص التجارة والاستثمار المتاحة في إفريقيا والدول العربية مركزا بشكل خاص علي بحث مختلف القضايا الاقتصادية والتجارية التي من شأنها الرقي بالتعاون بين الدول العربية والإفريقية وقد رفع المنتدي توصياته للقادة العرب والافارقة المشاركين في القمة للإسهام برؤي وتوصيات القطاع علي صعيد بناء شراكة عربية إفريقية في مجال التنمية. وحسبما يقول الشيخ سالم عبد العزيز الصباح وزير المالية الكويتي والذي افتتح أعمال المنتدي فإن ثمة فرصا متاحة أمام الدول العربية والأفريقية تتيح النهوض باقتصاداتها وتحقق مصالحها وطموحات شعوبها إذا ما أحسن استغلالها مبينا أن الدول العربية والأفريقية بحاجة إلي حشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ برامج ومشروعات في قطاعات اقتصادية واجتماعية مختلفة من خلال استقطاب رؤوس الأموال من مصادر محلية وخارجية, بما في ذلك من الدول المانحة ومؤسسات التنمية الوطنية والإقليمية والدولية والقطاع الخاص. ويلفت الشيخ سالم الصباح إلي تداعيات وارتدادات الربيع العربي بقوله إن الدول الأفريقية شهدت نموا اقتصاديا مطردا وتحسنا في مؤشرات التنمية الاجتماعية, وكذلك الحال بالنسبة إلي الدول العربية ولكن هذا النمو الاقتصادي لم يفلح في تحقيق طموحات الملايين من شعوبنا, وهو ما تدل عليه الأحداث والتغيرات التي نشهدها اليوم في دول عربية وأفريقية, والتي ترجع إلي تفشي البطالة والفقر والجوع وعدم توفر الخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة والمياه الصالحة للشرب والكهرباء ووسائل النقل وتخلل نقاشات المنتدي تأكيدات علي أهمية الاستثمار في قارة أفريقيا باعتباره استثمارا واعدا, لا سيما للدول العربية بسبب وجود عوامل مشتركة بين الجانبين, إذ طالب رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي عبد اللطيف الحمد بضرورة البحث عن المجالات الواعدة للتعاون في الاستثمارات والإنتاج والتجارة بين الدول العربية والأفريقية مشيرا الي أن عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي شهدا استقلال الدول العربية وإنشاءها مؤسسات وطنية وإقليمية تنموية بما فيها بنك التنمية الإسلامي وصندوق أوبك للتنمية الدولية, وهو ما مكنها منذ عام1973 من المساهمة في تطوير خطة التنمية في مناطق مختلفة من العالم, لا سيما في أفريقيا. أما مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية سليمان الحربش فيشير إلي أن المؤشرات الاقتصادية تبين أن قارة أفريقيا تشهد نموا يبرز بشكل خاص في شمال أفريقيا, كما أن معدل النمو مرتفع حيث يشهد27 اقتصادا من بين30 اقتصادا في أفريقيا نموا. وأخيرا تأمل الجامعة العربية- وفقا لرؤية نائب أمينها العام السفير أحمد بن حلي- في أن تشكل قمة الكويت إضافة جديدة علي مسار التعاون العربي الإفريقي, مؤكدا أن هذه القمة ستركز علي الملفات التنموية والاقتصادية والاستثمارية والتعاون في مختلف المجالات بين الوطن العربي وإفريقيا والتي لها وشائج وروابط كثيرة. ويقول: إن التداخل البشري والجغرافي بين إفريقيا والعالم العربي سيعطي زخما وقوة ويعتبر أحد المقومات الأساسية التي ستبني عليها هذه الرؤية الجديدة لمسار التعاون العربي الإفريقي خاصة أن دولة الكويت التي تستضيف هذه القمة لها تجربة ناجحة في عدد من الدول الإفريقية من خلال إقامة مشاريع استثمارية وتنموية قام بها الصندوق الكويتي للتنمية.