تحولت لبنان إلي دولة للشتات.. فبجانب14 مخيما فلسطينيافي لبنان انتشرت الآن ظاهرة المخيمات التي تضم اللاجئين السوريين والذين قدر عددهم بأكثر من812 ألف لاجئ حسب مفوضية الأممالمتحدة. وبدأت المخيمات السورية تستحوذ علي الاهتمام الدولي علي حساب المخيمات الفلسطينية وإنعكس ذلك في الزيارات العديدة و للمسئولين والسياسيين وذلك بوضوح آخرها زيارة فاليري تريرفايلر, صديقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند, والتي زارت اللاجئين السوريين في لبنان ودعت الي التحرك لمساعدتهم حتي لا ينمو' جيل ضائع' في سوريا, علي حد وصفها وقالت تريرفايلر خلال زيارتها مخيم الدلهمية في شرق لبنان' الأطفال هم غالبية المقيمين في هذا المخيم, والعديد منهم لا يرتادون المدارس' وأضافت' سيصبح هؤلاء جيلا ضائعا ما لم نتحرك الآن, وقد حان الوقت للتحرك', وخلال زيارتها الي المخيم الذي يأوي آلاف اللاجئين السوريين, حملت تريرفايلر بين ذراعيها طفلا سوريا حديث الولادة. وحذر وائل أبو فاعور وزير الشئون الاجتماعية في الحكومة اللبنانية من خطورة موسم الشتاء علي النازحين وقال' نحن علي أبواب موسم العواصف والمطر, ونحن في حاجة الي نقل هؤلاء الناس من هذه المخيمات العشوائية الي أماكن أفضل للإقامة والإيواء'. وكانت مفوضية الأممالمتحدة قدرت عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو812 ألف لاجئ هم إجمالي عدد المقيدين في قوائم المفوضية, وهناك الآلاف من النازحين خارج كشوف المفوضية, ووضعت المفوضية عددا من البرامج التي تستهدف تسيير الحياة علي اللاجئين ودمجهم بشكل مؤقت في المجتمع اللبناني حيث طرحت مبادرة الحق في اللعب تعتمد علي تأهيل مجموعات من الشباب السوري واللبناني في رياضة كرة السلة كنواة لتدريب الأطفال النازحين مع اللبنانيين لخلق أرضية للتفاهم والتسامح وكشف تقرير المفوضية والذي صدر هذا الأسبوع عن تسجيل أكثر من52000 لاجيء لدي المفوضية خلال الشهر الماضي, ليرتفع مجموع عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها أكثر من812 الف لاجئ وذكر التقرير أنه' تم تزويد أكثر من44000 طفل ورجل وامرأة من فئات النازحين الأكثر حاجة, خصوصا أولئك المعرضين لخطر العنف القائم علي نوع الجنس, بالدعم النفسي والاجتماعي, كما استفادوا من التدخلات التي قامت بها منظمة اليونيسيف والشركاء خلال هذا الشهر وتكشف التقارير أن' أكثر من80 في المئة من اللاجئين السوريين ينحدرون من الطائفة السنية, وفيهم بعض العلويين والمسيحيين. أما المسجلون حاليا لدي المفوضية العليا لشئون اللاجئين فينتمون إلي الشرائح الأكثر فقرا من السكان... ويقيم معظمهم في الشمال والجنوب والبقاع والهرمل'. وتسبب وجود اللاجئين في أفقر المناطق اللبنانية ضغطا إضافيا علي واقع هذه المدن وأدي إلي حدوث مشاكل اجتماعية, وفقا لأحدث دراسة عن الفقر أجريت في العام2008, فإن أكثر من63 في المائة من سكان منطقة عكار الشمالية يعيشون تحت خط الفقر. وفي طرابلس, عاصمة الشمال, تصل هذه النسبة إلي58 في المائة, وفي الهرمل والبقاع الغربي, تصل معدلات الفقر إلي33 و31 في المائة علي التوالي. وينتشر اللاجئون السوريون في جميع أنحاء لبنان وبخاصة في هذه المناطق. وتبذل المفوضية جهودا لمنع التوترات, وتعزيز التسامح بين النازحين, والمجتمعات المحلية. وقد أطلقت المفوضية بالتعاون مع مؤسسة' الحق في اللعب' تدريبا بعنوان' كرة السلة للتنمية'. استهدف60 شابا من السكان اللبنانيين, والنازحين في بيروت وعكار, شمل تدريبا علي مهارات التواصل الإيجابي, ومفاهيم التسامح. وسيقوم هؤلاء الشباب المدربون لاحقا, بنقل المهارات التي اكتسبوها إلي أكثر من1200 طفل سوري ولبناني, تتراوح أعمارهم بين8 و17 عاما, عبر ورش عمل مماثلة يتم تنظيمها بحلول نهاية هذا العام. ويرمي هذا المشروع الذي تديره المفوضية بالتعاون مع مؤسسة' الحق في اللعب', إلي تعزيز التواصل الاجتماعية والتعايش السلمي بين النازحين, والمجتمعات المحلية من خلال الأنشطة الرياضية'. وخلال هذا الشهر أيضا, أشار التقرير إلي أن' السلطات المحلية, بما في ذلك رؤساء البلديات, وغيرهم من القادة والزعماء من المجتمعات المضيفة, والنازحين في11 منطقة شديدة التأثر بالأزمة في مختلف أنحاء البلاد, ستشارك في التدريب علي الوساطة لحل النزاعات. ويعمل هؤلاء القادة علي تشكيل لجان لمعالجة التوترات المجتمعية الناشئة والتصدي للنزاعات'.