هل الصور السينمائية هي ما تحمل لنا من أحداث ومعان درامية عديدة مؤثرة فنيا وعاطفيا ووجدانيا وشعوريا وعقليا؟ أم ذلك الخليط من الرؤية والسمع والتمثيل والموسيقي والإبهار ؟ أم هي محصلة وبوتقة علوم وفنون الجنس البشري لأحقاب متتالية طويلة؟ أو الوسيلة الأكثر تأثيرا في عقول البشر بما تبثه ليلا ونهارا وليس في دور العرض فقط, بل في الآلاف من المحطات الأرضية والأقمار الصناعية الفضائية؟ الصورة السينمائية من السينما الصامتة الي الرقمية عنوان أحدث كتاب لمدير التصوير السينمائي سعيد شيمي الذي يحتل مكانة متميزة في مجال تخصصه وصور108 أفلام روائية طويلة حتي الآن في مصر إلي جانب73 فيلما قصيرا وتسجيليا, كما تخصص أيضا في التصوير السينمائي تحت الماء. وقد تناول سعيد شيمي بدايات السينما الصامتة وخوف الجمهور عند مشاهدة فيلم عن قطار قادم في صالة عرض مظلمة, الذي يعكس في الوقت نفسه أتجاها وجدانيا بين المشاهدين ومدي تأثرهم بالاختراع الجديد في مدينة ليون الفرنسية ومع إنتشار الافلام في العالم, تعاظم دور المخرج في سرد وترتيب السيناريو وتوجيه الممثلين ثم دور( الأخوين لوميير) لتصوير أفلام في العالم لتسجيل الواقع الجديد. وتابع المؤلف السرد التاريخي لتطور السينما, خاصة أضافة الصوت للصورة وجعل الصوت أفلام الحركة والعصابات والتسويق اكثر عنفا, فالانفجار المرئي والصوتي معا له وقع آخر رفع من جماهيرية هذه الأفلام, وتطورت الصورة السينمائية في اتجاهات متعددة منذ وجودها علي ساحة الرؤية, وكان نتاج ذلك نمو لغة بصرية حركية كان لها تأثير في رقي اللغة السينمائية ثم انتقل المؤلف الي الشاشة العريضة المتسعة( سكوب) وتطورها حتي الشاشة المجسمة والتصوير بالألوان وأنظمة الكراسي المتحركة. وتناول المؤلف التصوير تحت الماء والكاميرا السينمائية العاكسة, وأنه مع الرقمية أصبح كل شيء يتم تصويره داخل البلاتوهات, بل وتطوير الشاشات الرقمية مع الصوت من التألق البللوري إلي الكريستال السائل إلي البلازما.. وقد أصبحت كاميرا الفيديو الرقمية كالقلم في يد البشر, كما أن بناء الخدع البصرية والمؤثرات الخاصة المتقنة في نسيج خيال السينما والصورة السينمائية.