ضياع مائة مليون جنيه في مياه الوادي.. حقيقة يقرها ويؤكدها واقع مرير ينذر بوقوع كوارث اقتصادية واجتماعية وتصاحبها مآس لالاف المواطنين اثر اغلاق نحو(250) مزرعة سمكية بوادي مريوط بالاسكندرية فقط وبقية المزارع الاخري علي مستوي الجمهورية في طريقها للاغلاق ايضاتلك المزارع التي تسهم بنسبة75% من متطلبات السوق المحلي من انواع الاسماك المختلفة.. أما الحقيقة الاكثر ايلاما فهي افتقادنا للزريعة من جميع مصادرها سواء الطبيعية أو الصناعية والتي تقف وراءها ضمائر تغط في سبات عميق ولامبالاة تحيط بهذا المجال برعاية مافيا الزريعة والسوق السوداء المهم المكاسب المستترة والمشبوهة. ابعاد الكارثة نستعرضها مع بعض المستثمرين من أصحاب المزارع السمكية بوادي مريوط فيبدأ محمد حلمي حديثه بقوله: قمت باستثمار اموالي في مزرعة سمكية تبلغ مساحتها(45) فدانا منذ سنوات من اجل استزراع اسماك بحرية الدنيس... القاروص.. الوقار.. الللوط.. الحناش وهذا الامر يتطلب التقدم بطلب الي الهيئة العامة للثروة السمكية للحصول علي الزريعة اللازمة والتي حددت حصة من الزريعة لكل فدان وهي(2500) زريعة من العائلة البورية أما عن انواع الزريعة الاخري يتم شراء اي كميه منها ولكننا نفاجأ عند الاستلام ان الزريعة اقل من ثلث الكمية المتفق عليها والتي قمت بسداد قيمتها بالكامل وحيال هذا لا استطيع أن أنبس بكلمة لانني سامنع من شراء الزريعة وفي ذات الوقت لا أستطيع استرداد ما قمت بدفعه وعليه العوض... وما يترتب علي ذلك الامر انخفاض في انتاجية الفدان نظرا لقلة الزريعة التي تلقي به لاستزراعها بخلاف المتطلبات المادية من ايجار وعمالة وتجهيزات وسيل الخسائر مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات مما دفعني لاتخاذ قرارا باغلاق المزرعة عقب نهاية هذا الموسم. ويتناول طارق طارق احمد نظمي بعدا آخر لهذه الكارثة فيقول.. من المتعارف عليه ان هناك نسبة وفاة للزريعة وتصل إلي20% فقط اما الحال لدينا فان نسبة الوفاة تصل لاكثر من50% وذلك نتيجة عدم قيام الهيئة بتقديم الدعم الفني من تحاليل ومتابعة حالة الزريعة اثناء الموسم... بل الكارثة اننا فوجئنا هذا العام بنفوق كامل للزريعة خلال اسبوع من استلامها من مفرخ21 التابع للهيئة وهنا ماذا افعل؟ لم يكن هناك حل سوي اغلاق المزرعة وعوضي علي الله... ويشير قائلا إلي ان اغلاق المزرعة لن يعفيني من القيام بسداد القيمة الايجارية ومرتبات العمالة وخلافه من الالتزامات المادية وهذا معناه أسقط بيدي..باسم الخياط مهندس صاحب مزرعة يقول: كنت في السنوات السابقة اقوم بشراء الزريعة من مفرخ سيناء خاصة زريعة القاروص وهذا الموسم تعاملت مع مفرخ21 ولكني فوجئت بموت الزريعة خلال اسبوع بسبب عدم اجراء التحصينات من تطهير ومضادات حيوية وتطعيمات ضد الامراض الخاصة بالاسماك ولذلك كانت الزريعة ضعيفة ورديئة للغاية وبها نسبة تشوهات عالية وهي ما نطلق عليها زريعة مريضة... ويتساءل: هل يعقل ان نقوم بشراء زريعة مشوهة ومريضة من جهة حكومية؟!! في حين اني قمت بشراء زريعة القاروص مستوردة من اسبانيا وكانت نسبة الوفاة لاتذكر فقد حصلت علي(990). مازلت اكافح واقاوم حتي لا أغلق المزرعة.. هكذا بدأ طارق احمد كلامه وواصل بقوله: لقد انفقت نحو ثلاثة ملايين من الجنيهات علي تجهيز المزرعة وارفض الاغلاق ولكن لا أملك امرا حيال ما نعانيه من مرارة وخسائر ولا احد يشعر بنا.. وبالمزرعة حاليا محصول اتم دورته ثلاث سنوات ولا افكر في حصاده او طرحه للبيع بسبب تدني الاسعار بالسوق فمن اين ادبر تكاليف الاستزراع والحصاد ايضا والاهم في حالة حصاده لن أجد زريعة لبدء دوره انتاجية جديدة لتستمر ثلاث سنوات قادمة لذلك النتيجة الحتمية اغلاق المزرعة والبكاء علي ما ضاع من عمر وجهد ومال. ويفجر المهندس مؤمن عفيفي امرا غاية في الخطورة حيث يقول ان المزارع السمكية تسهم بنسبة تصل الي75% من متطلبات السوق المحلي للاسماك خاصة ان سواحلنا تفتقر للزريعة نتيجة الصيد الجائر وتلوث لسواحل ووجود مافيا للزريعة وهذا معناه انه في السنوات القليلة القادمة سيكون حتما علينا الاعتماد بنسبة100% علي انتاج المزارع السمكية لتغطية احتياجات السوق المحلي.