أفكار مبتكرة مروعة لجأت اليها سيارات كسح المجاري ونقل القمامة بقري محافظة أسيوط.. حيث لجأت هذه السيارات لإلقاء حمولاتها في الترع والمصارف لتوزيع الأمراض بالعدل والمساواة علي جميع سكان هذه القري. وفي ظل صمت رهيب من رؤساء القري والمراكز, وغياب دور الحكومة في التعامل مع تلك الأزمة, وتفاقم الوضع عندما قرر أصحاب سيارات الكسح الخاصة, والسيارات التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي إلقاء حمولات في الترع والمصارف القريبة من السكان, مما لوث الأرض والزرع والهواء دون أن يسترعي ذلك انتباه المسئولين لإنقاذ المواطنين الذين لا ذنب لهم الا انهم يعيشون في قري محافظة أسيوط, مما خلق حالة من الفوضي نتج عنها تظاهر أهالي القري ووصل الحال ببعضهم لقطع الطرق حتي تصل أصواتهم التي بحت من كثرة النداءات. الأهرام زارت بعض القري والتقت مع المواطنين لترصد مطالب الأهالي وتسلط الضوء علي جوانب الإهمال, وكانت أولي الزيارات لقرية موشا التابعة لمركز أسيوط والتي تبعد عن المدينة10 كيلو مترات فقط, واشتهرت بأنها بلد العلم والعلماء وكادت أن تحصل علي لقب القرية المثالية منذ أعوام لكن الوضع تغير الي أسوأ أشكال الإهمال حيث انتشرت القمامة في الشوارع وكثرت معها الحشرات والزواحف, والغريب أن الوحدة المحلية بها مئات الموظفين ويتقاضون رواتب شهرية مقابل القيام بأعمالهم لتحقيق الأمن الاجتماعي للمواطنين الا أن وظيفتهم تحولت إلي التوقيع في دفاتر الحضور والانصراف فقط, مما يفتح المجال لمئات التساؤلات عن المسئول عن مراقبة اداء هؤلاء الموظفين. وكان للأهالي رأي واضح حيث يقول أحمد محمد أحد أبناء القري: نحن لا نري عمال النظافة إلا يوم السبت من كل أسبوع يقومون بتنظيف الشارع الرئيسي للقرية, واختفت صناديق القمامة من الشوارع الداخلية, وأضاف: قريتنا كبيرة جدا فقد وصل عدد سكانها إلي80 ألف نسمة ولا يوجد أي منظومة للتعامل مع القمامة التي تزداد يوما بعد الآخر, ولماذا لا يتم توفير عمالة كافية ولو حتي بنظام المكافأة, حيث إن حجة المسئولين بالقرية هي أن عدد العمال قليل جدا ولا يفي باحتياجات القرية, ويتساءل الي متي يظل أهالي القرية في واد والمسئولون في واد آخر؟ وأوضح أن المواطنين بالقرية قد طفح بهم الكيل فلا يوجد أية خدمات حقيقية, فمثلا الحصول علي اسطوانة بوتاجاز أصبح من المستحيل بالرغم من أن حصة القرية300 اسطوانة يوميا الا انه يتم حجز100 اسطوانة بحجة حجزها للتجار, ويتم بيعها بأسعار مرتفعة عن السعر المقرر. ويقول سيد قطب أحد أبناء قرية العدر التابعة لمركز اسيوط نحن لم نشاهد سيارات جمع القمامة منذ زمن ولا نشاهد إلا سيارات الكسح التي تلقي بحمولاتها في أقرب أراض زراعية أوترع ومصارف, وتحولت أراضي أملاك الدولة الي جبال من أكوام القمامة, وأصبحت بؤرا كبيرة للتلوث.ويضيف سيد قائلا: كنا في الماضي نسعد بمعسكرات تشجير ونظافة داخل القري تقوم بها مديرية الشباب والرياضة ولكنها اختفت الآن, ونتيجة لتقاعس موظفي الوحدات المحلية عن القيام بأدوارهم لإيجاد طرق مناسبة لرفع أكوام القمامة المتراكمة, اعتاد المواطنون علي القاء اكياس القمامة في أي منطقة فراغ أو علي مداخل القري أو في الترع والمصارف, خاصة مع ارتفاع نسبة المياه الجوفية التي أثرت تأثيرا سلبيا علي جدران المنازل. أهالي القري يناشدون اللواء السيد البرعي محافظ اسيوط أن يزورهم ليشاهد وعلي الطبيعة المعاناة التي يعيشها المواطنون, وأن تكون الزيارة مفاجئة لأنهم قد أصابهم الملل من الزيارات التليفزيونية التي يدب النشاط فيها في كبار الموظفين ويتم استدعاء بقيتهم من المنازل أو الحقول لانتظار المحافظ ورفاقه, ويتم تنظيف الشوارع ورشها أحيانا وتملأ حوائطها لافتات الترحيب. ويطالب الأهالي المحافظ بإيجاد وسيلة لتقديم الاقتراحات والشكاوي من خلال فتح منفذ لتلقي اقتراحات المواطنين للارتقاء بقريتهم, فأهل مكة دائما أدري بشعابها, والتأكد من عدم تحول المنفذ الي مكتب لتلقي طلبات شخصية للمواطنين, إنما يقتصر دوره لجمع أفكار واقتراحات المواطنين والاستفادة بها في حل المشكلات والاستعانة بأصحابها لشرح وجهات نظرهم, وفتح الباب للتطوع إما بالمال أو الجهد أو حتي التفكير, فالأمر لا يحتمل الانتظار فمواطن القرية يغلي ويكاد أن يفور!