اندهشت من الموقف الذي حدث من محمد يوسف رمضان لاعب الكونغ فو عقب إحرازه الميدالية الذهبية في وزن90 كيلوجراما في بطولة الألعاب القتالية بروسيا, ورفع البطل المصري بيديه مشيرا بعلامة تحمل دلالات سياسية استخدمها فصيل سياسي بمصر منذ أشهر عقب فض الاعتصام المسيء للوطن, وإن كنت أشفق علي البطل الذي لم أتشرف بمعرفته أو لقائه من قبل, وشفقتي نابعة من وقوع هذا البطل في فخ الانتماء السياسي, ومن المفترض أن يكون بعيدا عنه وعن أفكاره وحياته الرياضية العملية, لذا لا أنفي وجود محرضين له للقيام بمثل هذه الإشارة وارتداء تي شيرت يحمل العلامة السياسية نفسها. حسب معلوماتي فإن أي رياضي مهما بلغت شهرته وبطولاته نادرا ما ينتمي لتيار سياسي مستغلا شعاراته, وهذا لم يحدث في أعتي الأنظمة الدعائية منذ أيام هتلر والدعوة للنازية إن استخدام يوسف لإشارة رابعة يؤكد انتماءه لفصيل سياسي سقطة لبطل وليس دعاية لحركة, ولابد أن يكون للاتحاد المسئول وقفة مع صاحبها البطل الرياضي الذي وإن كان يدرك انتماءه فتلك مصيبة, أما إذا كان لا يدرك وهناك من قام بتحريضه, فالمصيبة أكبر, فكيف لبطل يفترض أداؤه التحية للعلم المصري والنشيد الوطني الذي يتشرف به أي مواطن, ويحلم برفرفته كبطل الأبطال الرياضيين, هذا العلم الذي ترعرعنا وتشرفنا ومازلنا نتشرف بحمله, والعيش تحت ظله, فقد كانت سعادتنا مضاعفة في أثناء تتويجنا بميدالية أو بطولة دولية أو أوليمبية لأجل رفع علم مصر خفاقا, وعزف النشيد الوطني بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي, ولم يحدث في تاريخ الرياضة المصرية قيام أحد أبطالها بالانتماء أو التلميح بالانتماء لأي حزب أو حركة سياسية, وظل حلم الجميع رفع علم مصر. لم تحقق المصارعة المصرية أي ميدالية أو مركز شرفي في بطولة بالمجر, ثم تلاها منذ ساعات سقوط رفع الأثقال في بطولة العالم ببولندا, والخفوت المثير للملاكمة منذ أشهر طويلة, وغيبة الجودو عن الساحة, مع ما تعنيه تلك الألعاب الفردية من قوة ضاربة في عداد الميداليات, وأؤكد أن هناك خطأ في المنظومة الرياضية وغياب فني وخططي ومستقبل لتلك الألعاب نتيجة الإهمال الوزاري لها بعد إغلاق مشروع البطل الأوليمبي, ومن بعده البطل المتميز. لمزيد من مقالات حسن الحداد