في صباح يوم19 أكتوبر2013, ظهرت رسالة مقتضبة علي موقع التواصل الاجتماعي' تويتر' تقول:' سقوط قطر'.ولم تمر سوي دقائق معدودة إلا وقد تعرضت عدة مواقع إلكترونية قطرية حكومية وخاصة للإغلاق. وبعد وقت قصير صدر بيان أعلن فيه ما يعرف ب'الجيش السوري الإلكتروني' أنه اخترق مواقع حكومية وعسكرية قطرية يوم السبت19 أكتوبر2013. وقال' الجيش السوري الإلكتروني' المعروف بتأييده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد, إنه استهدف جميع المواقع القطرية لأنها' تدعم الإرهابيين' يقصد بهم قوات المعارضة المسلحة والجماعات الأجنبية المسلحة التي تقاتل فوق الأراضي السورية. وذكر علي صفحته قائمة بالمواقع التي تأثرت بالهجوم, ومن أهمها موقعا وزارتي الداخلية والخارجية ومواقع القوات المسلحة القطرية وقناة' الجزيرة', بالإضافة إلي شركة اتصالات للتليفون الجوال وبورصة قطر. وبعد أقل من24 ساعة أعلنت السلطات القطرية إستعادة عدة مواقع إلكترونية رسمية سيطر عليها الجيش الإلكتروني السوري. وأفادت وسائل الإعلام القطرية يوم الأحد20 أكتوبر بأن وزارة الاتصالات القطرية أعلنت عن' إستعادة كافة المواقع الإلكترونية الحكومية التي تم اختراقها في اليوم السابق'. وجاءت تلك البيانات المتبادلة لتلقي الضوء علي معركة جديدة من معارك الحرب النفسية الإلكترونية بين ما يعرف ب'الجيش الإلكتروني السوري' من جانب ودولة قطر من جانب آخر. وقد شهدت المواجهة الأخيرة التي لم تستغرق سوي24 ساعة, تعطيل عدد من المواقع الإلكترونية الهامة من ضمنها عدة مواقع إخبارية قطرية ومواقع حكومية, بالإضافة إلي موقع جوجل الخاص بالنطاق القطري. وتمكن' الجيش الإلكتروني السوري' من تعطيل المواقع في آن واحد, وتحويل نطاقات أهم المواقع إلي صورة الرئيس الأسد وشعار المجموعة. والجيش السوري الإلكتروني هو مجموعة من ال'هاكرز'( قراصنة إلكترونيون) من الناشطين المؤيدين للحكومة السورية علي شبكة الإنترنت, ويمارس الحرب الدعائية من حيث الدعاية والدعاية المضادة ومكافحة الشائعات ونشر الشائعات المضادة وعمليات التخريب بمختلف أشكالها في الفضاء الإلكتروني, علي شبكة الإنترنت ومختلف برامج التواصل الإجتماعي. وقد ظهر خلال الأحداث التي تعرضت لها سوريا بدءا من عام2011, ويستهدف بعملياته المواقع المعارضة لنظام الأسد. وللجيش السوري الإلكتروني موقع خاص به بالإضافة إلي صفحات علي مواقع التواصل الإجتماعي مثل' فيسبوك' و'تويتر' و'يوتيوب'. وتنسب له العديد من عمليات القرصنة الإلكترونية مثل إختراق موقع تابع لمشاة البحرية الأمريكية, وذلك في سبتمبر2013, حيث بث رسالة لمشاة البحرية تتناول شائعات عن تحالف بين الرئيس الأمريكي أوباما وتنظيم القاعدة ورسائل تحريضية تفيد بأن أوباما يريد التضحية بالمارينز دفاعا عن تنظيم القاعدة. وأخيرا هاجم وزارات الخارجية القطرية والسعودية والتركية, كما سبق له إختراق مواقع وكالات الأنباء العالمية وبث شائعات عبرها عن تفجيرين في البيت الأبيض وإصابة الرئيس باراك أوباما مما أربك أسواق المال.ونشر وثائق تضر بمواقف الأطراف المناوئة للنظام الحاكم في سوريا بالإضافة للرد علي الشائعات المضادة التي تبثها وسائل الإعلام المضادة للنظام السوري. كما هاجم الجيش الإلكتروني مواقع إخبارية ومدونات تنشر آراء معارضة للحكومة السورية.ويتخذ الهجوم شكل عمليات قرصنة وإختراق وإغراق الصفحات والمواقع المخترقة بتعليقات مؤيدة لبشار الأسد أو تعليقات فيها إتهامات بالخيانة موجهة للمعارضين, أو إرسال عدد كبير من الشكاوي ضد صفحات معينة في' فيسبوك' بقصد حث إدارة الموقع علي إغلاقها. يؤكد الجيش السوري الإلكتروني أن أفراده لا يتبعون أي جهة ويرفع شعار:' نحن شباب سوريون لبينا نداء الوطن والواجب بعد تعرض وطننا الحبيب سوريا لهجمات علي الإنترنت قررنا الرد وبعنف باسم الجيش السوري الإلكتروني ونحن صامدون..باقون..سوريون'. ويثور اعتقاد بأن الجيش السوري الإلكتروني ليس سوي' الذراع الإلكترونية للنظام السوري'. ووفق تصريحات صحفية أدلي بها مدير الموقع لوسائل الإعلام فإن عدد العاملين بالموقع يقدر ب150 شخصا بالإضافة لثمانية أشخاص للإدارة وأغلبهم من الشباب الجامعي المتطوع. ولفترة طويلة ساد إعتقاد بأن الحرب الإلكترونية حرب بلا دماء ولكن في28 سبتمبر الماضي, أغتيل في قلب إيران( الحليف الرئيسي لسوريا) قائد برنامج الحرب الإلكترونية, مجتبي أحمدي. وعثرت السلطات الإيرانية علي جثته في منطقة نائية بمدينة كرج شمالي غرب العاصمة طهران, وقتل أحمدي برصاصتين في القلب مباشرة, ووفق ما أعلنته وسائل الإعلام الإيرانية, فإن أحمدي غادر منزله يوم السبت82 سبتمبر, متوجها إلي عمله لكنه اختفي بشكل مفاجئ. وأكدت مصادر في الحرس الثوري الإيراني, أن الشرطة تبحث عن شخصين كانا يستقلان دراجة نارية ويشتبهان بالتورط في ارتكاب الجريمة. وهكذا دخلت الأزمة السورية والصراعات التي تدور في فلكها, إلي مرحلة جديدة تالية علي السياسة والتمويل ونقل السلاح والأفراد. إنها مرحلة يتم خلالها توظيف الأدوات الدعائية في أحدث صورها لضرب العمق المعنوي للخصوم.