قديما قالوا أن الحاجة هي أم الاختراع, وهوي نصيحة ينفذها اغلب طالبي اللجوء الساعين للهروب من جحيم مجتمعات العالم الثالث الغارقة في المشاكل إلي نعيم الدول الغربية حيث يتجاوز الحرص علي الحقوق هناك الإنسان ليصل إلي الحيوان وربما الجماد أيضا. لكن سعي البعض وراء طلب اللجوء يدفعهم أحيانا إلي الإقدام علي تصرفات تخلو من المنطق مثلما فعل مؤخرا الشاب ايوان تيتيوتا الذي ينتمي لدولة تسمي كيريباتي وهي عبارة عن جزيرة واقعة بجنوب المحيط الهادي يسكنها ما لا يزيد علي100 ألف نسمة حيث قدم طلبا للمحكمة العليا في نيوزيلندا لطلب حق اللجوء المناخي إليها لأن بلاده التي ترتفع عن مستوي سطح البحر بما لا يتجاوز المترين عرضة لخطر ارتفاع مستويات المياه وغيره من آثار التغير المناخي, وبالتالي المخاطر البيئية التي سوف تترتب علي الاحتباس الحراري, الأمر الذي يمثل خطرا علي صحة أولاده الثلاثة الذين ولدوا في نيوزيلندا. وبكل جرأة وبخبرة الدارس لقوانين الهجرة قال الشاب لإذاعة نيوزيلندا يجب تغيير اتفاقية اللاجئين التي بدأ سريانها في نهاية الحرب العالمية الثانية لتشمل من يفرون من كارثة مناخية وما سيحدث لبلدي في الأعوام الثلاثين القادمة. لكن الطلب الطريف والغريب لم تبت فيه المحكمة حتي الآن وإن كان المتوقع رفضه ليلحق بطلباته السابقة للجوء مختلف الأنواع من سياسي لاقتصادي لديني التي رفضت كلها طوال السنوات السبع الماضية. ومن أقصي جنوب الكرة الأرضية إلي شرقها الأوسط حيث اعتدنا أن نسمع طوال السنوات السابقة عن حالات لشباب عرب فروا إلي إسرائيل وطلبوا اللجوء هناك هربا من قسوة الظروف المعيشية في بلادهم, لكن هذه الحالة سارت في الاتجاه المعاكس حيث أقدم شاب إسرائيلي علي طلب اللجوء السياسي في فلسطين في مارس الماضي, بعد أن سلم نفسه للأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة طولكرم طالبا الحماية وحق اللجوء السياسي مؤقتا ريثما يجد طريقة للسفر إلي خارج البلاد. وقال الشاب الذي يدعي اندريه بنيرون وهو من سكان حيفا إنه فعل ذلك بعد أن ضاقت به سبل العيش في إسرائيل, حيث يعيش مع والدته منذ قدومه من روسيا قبل20 عاما, وبالرغم من عمله الدءوب إلا انه في نهاية كل شهر لا يجد ما يملكه لتطوير حياته, واصفا حياته في إسرائيل بأنها في الحضيض وأنه في حال استمر علي هذه الحال فإنه سيلجأ للانتحار. وبعد اللجوء السياسي والمناخي فأن فتاة جنوب افريقية تدعي تينتسوالو نوبيني في الثانية والعشرين من عمرها لجأت إلي طلب حق اللجوء العاطفي إلي بريطانيا بعد أن هربت من بلدها عقب رفضها طلبا للزواج من ملك سوازيلاند مسواتي الثالث المشهور بكثرة زيجاته. وروت نوبيني حكايتها فقالت أنها جذبت اهتمام الملك قبل عدة سنوات عندما كانت مراهقة بعد أن رآها في قصر زوجته الرابعة لاننجازا, لكنها شعرت بالرعب حسب تعبيرها عندما علمت بنواياه الزواج منها, بعدما بدأ يتحدث معها في المدرسة الداخلية, وما إذا كانت تريد أن تكون جزءا من العائلة المالكة. أما سبب هلع الفتاة وهروبها فهو انها بحسب تعبيرها لم تكن تريد الزواج من رجل لا تحبه. في السعودية أقدمت سيدة مواطنة هناك علي طلب اللجوء إلي السفارة الأمريكية أو بدقة اكبر التهديد بطلب اللجوء بعد أن ضبطتها عناصر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة في خلوة غير شرعية مع رجل بأحد المراكز التجارية الشهيرة هناك. وحتي لا تذهب عقول القراء بعيدا في تفسير معني الخلوة غير الشرعية فهي وجودها مع رجل أجنبي عنها داخل مقهي( كوفي شوب) راق داخل المركز التجاري. في هولندا ونتيجة سنوات طويلة من الممارسات الغريبة لطالبي اللجوء وقضاة المحاكم الهولندية هناك ردا عليهم فان أشهر جملة تسمعها في جلسات النظر في طلبات اللجوء هي عزيزي القاضي, هذا ليس شأنك, فلا تتدخل فيما لا يعنيك. والطريف أن الجملة التي يسمعها أي قاض اعترض علي قرار لمصلحة الهجرة والتجنس يخص طالبا للجوء في هولندا لا يوجهها له طالب اللجوء المتضرر وإنما المجلس الأعلي للدولة استنادا إلي انه لا يحق للقاضي الهولندي- علي عكس زملائه في معظم الدول الأوروبية- أن يتدخل في محتوي تحقيق مصلحة الهجرة والتجنيس في قضية تخص اللجوء, بل يتحقق من سلامة الإجراءات فقط. وبشكل عام فأن هناك العديد من الوصايا التي يجب أن يلتزم طالب اللجوء بدراستها وحفظها مثل مقررات الثانوية العامة في مصر حتي يتمكن من الوصول إلي غايته التي قد تستغرق سنوات طويلة خصوصا بعد أن تحول الأمر إلي ظاهرة تعاني منها العديد من دول أوروبا إضافة إلي أمريكا وكندا واستراليا وغيرها من الدول التي تعتبر مقصدا للهاربين من جحيم مجتمعاتهم, ومن أهم تلك الوصايا عدم ارتكاب أي مخالفة للقانون خلال فترة معالجة طلب اللجوء إضافة إلي تكوين شبكة من العلاقات عبر الانضمام مثلا إلي منظمة العفو الدولية في المنطقة التي تتواجد فيها أو الصليب الاحمر أوغيرهما من المنظمات الإنسانية المعروفة, فضلا عن الحرص علي نبذ العنف بكل أشكاله, ومعرفة مشاكل البيئة, وعادات تقاليد البلد الراغب في اللجوء إليه بالإضافة إلي محاولة تعلم لغته.