أتابع باهتمام واستحسان أنباء رحلة وفد الدبلوماسية الشعبية المصري إلي موسكو, وهو ما اقترح الصديق المفكر ثروت الخرباوي لشرح حقائق ما بعد ثورة30 يونيو وطلب الدعم الروسي.. والحقيقة أنني تمنيت أن ترافق هذا الوفد بعض فعاليات فنية وثقافية مصرية من الفرق التي أسهمت روسيا في تأسيسها عندنا مثل( الباليه) و( الفرقة القومية للفنون الشعبية).. وبالطبع نحن نعرف أن روسيا هي بلد الباليه ولديها أعظم فرقة( البولشوي), ولكن تقديم عرض لأوبرا عايدة بالذات بطابعها المصري الفرعوني وبمشاركة فرقة باليه القاهرة وأوركسترا القاهرة السيمفوني سيكون مؤثرا لأنه يسترجع بعض ذكريات عن التعاون المصري السوفيتي في إنشاء كل تلك الهياكل الثقافية والإبداعية الكبري, وهو ما نطمح حاليا في إحيائه من جديد وفي عديد من المجالات.. وأنا لا أريد أن تختزل العلاقات المصرية/ الروسية نفسها في( السلاح) وبالذات في أذهان أولادنا وبناتنا الذين لم يعاصروا الزمن الذهبي للعلاقات بين البلدين, إذ كانت روسيا عونا هائلا في بناء الألف مصنع ركيزة المشروع الصناعي لعهد ثورة يوليو, وكانت سندا رائعا في بناء السد العالي, ورضيت بأن تتقاضي ديون مصر في شكل سلع مصرية, وقد خرجت مصر كلها تحمل الأعلام الحمراء وتهتف: دروشبا( أي صداقة) في استقبال نيكيتا خروشوف رئيس الوزراء السوفيتي في أواسط الستينيات عند تحويل مجري نهر النيل ثم غني المصريون لنيكولاي بودجورني عند انتهاء العمل بالسد العالي في أسوان مطلع السبعينيات في زيارته التي رافقتها رائدة الفضاء الأولي عالميا فالنتينا تريشكوفا, وعندها أنشد صلاح جاهين وغني سيد مكاوي: فالنتينا فالنتينا.. أهلا بيكي نورتينا.. السوفيت يقولوا شكرا.. والمصريين سباسيبا( سباسيبا تعني شكرا بالروسية).. نريد أن نستعيد أجواء العلاقة الحميمة مع موسكو ونحن نبني معها جسور علاقة( عملية) جديدة ينبغي أن نعترف من خلالها( أخلاقيا) بالروس الذين سالت دماء طياريهم علي رمال مصر في حرب الاستنزاف. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع