بعد عاصفة الغضب التي اجتاحت فرنسا, إثر فضيحة اكتشاف قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس علي ملايين الفرنسيين, كشفت معلومات جديدة عن تجسس واشنطن أيضا, علي أصدقائها في أمريكا اللاتينية. بينما فشلت الاتصالات التي أجراها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الفرنسي فرانسوا أولاند, ولقاء وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس, في تبديد غضب باريس من تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية علي الفرنسيين. وقد أعلن الصحفي الأمريكي جلين جرينوولد قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس أيضا علي جميع دول أمريكا اللاتينية, بما فيها اجتماعات قادة هذه الدول ضمن منظمة الدول الأمريكية ومباحثات معاهدات التبادل التجاري الحر, وتعهد الصحفي بكشف أمور جديدة سيكون لها وقع الصاعقة فيما يتعلق بتجسس أجهزة المخابرات الأمريكية علي مواطنيها. وفي الوقت نفسه, سعت واشنطن لاستيعاب الغضب الفرنسي من خلال اتصال أوباما بأولاند, الذي اعترف فيه الرئيس الأمريكي بمشروعية القلق الفرنسي إزاء تجسس الوكالات الأمريكية علي اتصالات ملايين الفرنسيين. في المقابل, جدد أولاند استنكاره الشديد لعمليات التجسس الأمريكية ووصفها بأنها ممارسات غير مقبولة. وجاءت الضربة الثانية للتحركات الأمريكية لفرض السيطرة العالمية عبر التجسس والقوة العسكرية, من قبل العفو الدولية, التي طالبت واشنطن بوضع حد للسرية التي تحيط بغارات الطائرات بدون طيار في باكستان, ومحاكمة المسئولين عن هذه الغارات التي وصفتها بأنها غير شرعية, وجاءت دعوات منظمة العفو الدولية قبل اجتماع مقرر بين رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وأوباما في واشنطن, بعد أيام من انتقاد شريف للغارات الأمريكية التي وصفها بأنها تهدد السيادة الباكستانية, واعتبرت المنظمة الدولية الغارات الأمريكية تصفيات خارج إطار القانون, في الوقت الذي اعتبرت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش, أن الغارات الأمريكية في اليمن تنتهك القانون الدولي, مطالبة بتحقيق علني بشأن هذه الغارات.