لا تزال الأزمة في سوريا تفرض نفسها علي الساحة العربية, فالمتغيرات السياسية الفترة الماضية عكست بشكل ملحوظ اضطرابات غربية تجاه توجيه ضربة عسكرية للقوات النظامية التابعة للأسد, وبين مؤيد لها ومعارض, جاءت المبادرة بموافقة دمشق علي التخلي عن أسلحتها الكيماوية, لتتراجع واشنطن عن الضربة التي كانت وشيكة, في حين يتمسك كل من نظام الأسد برأيه وأيضا المعارضة, ويبقي الوضع الإنساني هناك مأساويا.. التقي الأهرام بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك وسألته: ماذا يجري في سوريا؟ الوضع في سوريا أصبح واضحا تماما فاليوم نحن نواجه مقاتلين إرهابيين جاءوا من82 دولة حول العالم ومعظم الدول العربية عدا دولة جيبوتي تحت اسم الجهاد, هم أذرع لتنظيم القاعدة وممارساتهم علي الأرض وأشرس ما شهده العالم عبر التاريخ, ويحدث في مناطق مثل أفغانستان, فهم يقتلون البشر ويأكلون أكبادهم ويدمرون البنية التحتية للاقتصاد السوري والآن أصبحوا يتقاتلون فيما بينهم للاستيلاء علي المناطق, في حين يحارب ما يسمي الجيش الحر وجبهة النصرة دولة العراق والشام في الشمال وكل هذا يتم علي حساب الشعب السوري. حاليا ما هو حجم الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري ؟ لا أستطيع تحديد النسبة, نظرا لأننا نواجه حرب عصابات, وهذه الحرب معروفة أنها كر وفر. برأيك ماذا كان الهدف من زيارة احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوي الثورة السورية في نيويورك فترة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ؟ هذا السؤال توجهه لوزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لأنها هي من رعت زيارته وتبنت عقد الاجتماع, وبعضهم دخل إلي مبني الأممالمتحدة باسم الوفد الفرنسي. هل تفرق بين جبهة النصرة والجيش الحر؟ في الواقع أصبحوا وجهين لعملة واحدة, فما يقوم به عناصر الجيش الحر مشابه تماما لما تقوم به جبهة النصرة, وكثير من أعضاء الجيش الحر انضموا إلي جبهة النصرة أخيرا, لان الجبهة أكثر تدريبا وتمويلا من الجيش الحر. وماذا تنوون بعد الإطاحة بنظام الاخوان ؟ نحن متفائلون بالتطورات التي شهدتها الساحة المصرية, وبعروبة الشعب المصري, ونحن سعداء بمتابعة هذه التطورات وفي أذهاننا دائما تاريخ مشترك مع مصر الشقيقة, منذ أيام محمد علي وصولا للوحدة بين البلدين أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر, فحينئذ كانت مصر تلعب الوزن الحقيقي لها في العمل العربي المشترك, وأتمني أن تعود لهذا الدور. هل هناك نية لديكم لإعادة سفيركم لمصر ؟ لم يتخذ قرار في هذا الشأن بعد. بعد الحديث عن ضربة عسكرية أمريكية لسوريا.. ظهرت مبادرة روسية للتخلي عن الأسلحة الكيميائية التي هي بحوزتكم.. ما تفاصيل هذه المبادرة وهل كانت من جانبكم أم أن الجانب الروسي هو من عرض ذلك ؟ في الحقيقية تم حوار علي مستوي الرئاسة قبل أيام من انعقاد قمة العشرين, وتم خلاله تناول هذا الأمر ومناقشته بعمق, وعندها تقرر بكل حرية وكان قرارا سياديا, أن سوريا جاهزة للانضمام إلي معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وبإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام هذه الورقة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. لماذا هذه الجهورية بالانضمام للمعاهدة الآن ولم تكن من قبل ؟! علي أي قائد أن يتصرف بحكمة لصون شعبه وبلده من العدوان, فنحن شاهدنا ما جري في العراق وليبيا, هناك من يقول إننا نتخلي عن سلاح ردع استراتيجي وطالما رفضتم ذلك, ونحن نقول بالفعل هو سلاح ردع لكن هناك أسلحة ردع أخري موجودة لدي القوات المسلحة السورية ويمكن التركيز عليها لصد أي عدوان خارجي. كان هناك تصريح من قبل الخارجية السورية منذ عام بأنكم وضعتم الأسلحة الكيماوية في مكان آمن..هل معني حديثك أن المعارضة سيطرت علي هذه المخازن واستعملت هذا السلاح ؟! معروف ومعلن أن جبهة النصرة حصلت علي مكونات السلاح الكيماوي من دول الجوار, وكان هناك مخبأ صغير في مدينة في تركيا, اسمه غازي انتاك, وهذه معلومات, لكن عناصر القاعدة أنفسهم صوروا هذه التفاصيل ونشروها علي الانترنت وهم يصنعون غاز الأعصاب, وأجروا تجربة علي الأرانب به, وبعدها تم القبض عليهم في تركيا, كما تم القبض علي6 أشخاص يصنعون الغاز في مدينة الموصل في العراق. إذن.. ليس ما يملكه هؤلاء هو ما روجوا له من أنهم انقضوا علي موقع فيه سلاح كيماوي, بل أصبحت لديهم مواد وتكنولوجيا تصنيع هذا الغاز, وسبق لهم استخدامه في منطقة خان العسل شمال سوريا. في حال بدأ العمل علي التخلي عن هذا السلاح الخطير.. كم تحتاجون من الوقت والأموال ؟ نحن ابلغنا منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأنه لا توجد لدينا مصادر مالية من اجل تفكيك السلاح بسبب الحصار المفروض علينا, وهي مسئولية المجتمع الدولي, ولم تعترض المنظمة, وفهمت ان هناك بحثا جادا في تمويل هذه العملية. الملف السوري كان حاضرا بقوة خلال اجتماعات الجمعية العامة.. ما تعليقك ؟ للأسف لا توجد لدي الدول إرادة سياسية بوقف التدخل في الشؤون السورية, أو في التوجه نحو الحل السلمي, نجد الحديث شيئا وما تفعله الدول شيئا آخر, تتحدث عن حلول سياسية وتستمر في تمويل وإرسال الإرهابيين إلي سوريا. هل تتفق مع السيناريو الذي يقول إن الضربة الأمريكية التي كانت منتظرة, كان من شأنها إضعاف النظام السوري بعض الشيء حتي تتوازن القوي العسكرية علي الأرض ومن ثم تذهبون مع المعارضة لمؤتمر جنيف2؟ أولا.. لا احد يستطيع أن يتحكم إلا في بدء الضربة, لكن كيف ستتطور؟ فلا احد يعلم.. إذن كان الهدف مثل ما سألت هو إضعاف النظام فهم يقومون بذلك من خلال تدمير البنية الاقتصادية لسوريا وتسليح الإرهابيين!! ولكن مع دخول حزب الله اللبناني علي ساحة المعركة وسيطرته علي منطقة القصير... ومنع وصول الأسلحة ؟! لكن يبقي دخول السلاح من تركيا والأردن. هل كنتم ستذهبون لجنيف2 في حال ضربة أمريكا لسوريا؟ بالطبع لا.