توصلت أجهزة الأمن بالجيزة الي خيوط مهمة للقبض علي المتهمين بإطلاق الرصاص علي كنيسة العذراء بالوراق, والذي تسبب في مقتل أربعة أشخاص بينهم طفلتان ووالدة العريس الذي كان يحتفل بزفافه داخل الكنيسة. وتحول حفل الزفاف الي صراخ وعويل بموت أم العريس وأبناء عمه, واصابة18 بينهم أربعة من المسلمين الذين حضروا للمشاركة في زفاف جارهم وكانت الفرحة تعلو وجوه جميع الحاضرين أثناء خروجهم من الكنيسة بعد انتهاء الحفل عائدين الي منازلهم, ولم يعلموا أن يد الإرهاب الأسود سوف تنال منهم علي يد اثنين من الملثمين يستقلان دراجة بخارية, لتتوقف بهما أمام الكنيسة ويطلق أحدهما الرصاص بصورة عشوائية, ليسارع الأهالي بنقلهم الي المستشفي بمشاركة المسلمين اخوانهم المسيحيين في حمل المصابين لاسعافهم. وتجسدت روح الوحدة والاخوة عندما حضر مجموعة من سكان المنطقة من المسلمين ليتبرعوا بدمائهم داخل المستشفيات, بينما اصيبوا بحالة من الحزن الشديد عندما فقدوا ضحايا, وخاصة أطفالا صغارا لا ذنب لهم إلا أنهم توجهوا لحضور الزفاف. وكشف اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة أن أجهزة الأمن بالجيزة تلاحق المتهمين الذين تبين أن أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما, وأنهم استطاعوا الهروب مستقلين دراجة بخارية سوداء اللون في اتجاه أوسيم, وأن الخدمات الأمنية المعينة علي الكنيسة قامت بملاحقتهم وقت الحادث, بينما قام اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث قاده اللواء مصطفي عصام رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة والعميد محمود خليل رئيس مباحث شمال الجيزة بسرعة القبض علي المتهمين الذين أدلي شهود الواقعة من المصابين والأهالي بأوصافهم, بينما نفي مدير أمن الجيزة اللواء كمال الدالي ما ردده البعض بأن سيارة ميكروباص قامت بقطع الطريق أمام الكنيسة وسهلت للمتهمين ارتكاب الجريمة, حيث اكد أن جميع شهود الواقعة والحراسة الموجودة أمام الكنيسة بأن مستقلي الدراجة البخارية هم من قاموا بتنفيذ الجريمة, في الوقت الذي يتابع فيه اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام فريق البحث الجنائي الذي نجح باشراف اللواء مجدي عبدالعال مدير مباحث الجيزة في القبض علي خمسة من المشتبه فيهم بارتكاب الجريمة, حيث يخضعون لتحقيقات مكثفة, وعرضهم علي شهود الحادث. كما قام فريق من الأدلة الجنائية والمعمل الجنائي بمعاينة مكان الحادث وتم التحفظ علي23 فارغا لمقذوف آلي استخدم في قتل الضحايا, كما تمت معاينة آثار التلفيات التي لحقت بالكنيسة.ومن جانبه, أكد راعي الكنيسة القص اسطفانوس أن الحادث الذي تعرضت له كنيسة الوراق حادث إرهابي يستهدف وحدة المسلمين والمسيحيين, ولكن الإرهاب الغاشم لن ينال من تلك الوحدة التي تربط بيننا.