أعلن الرئيس التشيكي أثناء زيارته مؤخرا لإسرائيل أنه يفكر في نقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس. ويدعونا هذا التهديد لإلقاء نظرة علي التمثيل الأجنبي في القدس فمنذ عهد الولاية العثمانية التي استمرت أربعمائة عام كانت القدس عاصمة لفلسطين وفيها التمثيل الأجنبي( قنصليات) لعشرة بلاد هي: مصر الولاياتالمتحدة بريطانيا فرنسا تركيا بلجيكا الفاتيكان إيطاليا أسبانيا اليونان وفي عام1948 برغم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة47/181 الذي جعل للقدس كيانا منفصلا احتلت إسرائيل غرب القدس وعند الاحتلال الإسرائيلي لشرق القدس في1967/6/5 تم أسر القنصل العام المصري السفير أحمد الملا والملحق نصرت نعيم رحمهما الله وتم بعد فترة احتجازهما في السجون الإسرائيلية وترحيلهما وأسرهما إلي مصر عن طريق الصليب الأحمر الدولي وظلت بقية القنصليات عاملة حتي اليوم وهي المسئولة عن تعامل بلادها مع السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة وغزة والتي نشأت تبعا لاتفاق أوسلو1993 وتوابعه من اتفاقات, ولم تقم هذه البلاد بفتح مكاتب تمثيل لها لدي السلطة الفلسطينية باعتبار أن التمثيل القنصلي المعترف به أقوي دبلوماسيا من المكاتب, وهو ما تحاربه إسرائيل باستمرار حتي اليوم. وفي هذه المناسبة ندعو للمطالبة باعادة فتح قنصلية مصر في القدس( والتي تشغل مبناها حاليا القنصلية الفرنسية) لتحقيق عديد من الأهداف التي لا تحتاج لبيان. ويقيم التمثيل الاجنبي علي مستوي السفارات لبقية الدول كله حاليا في تل أبيب, حيث لم تعترف أي من دول العالم بالاحتلال الذي تم في1967 وتعتبر القدسالشرقية جزءا من الأراضي المحتلة. وقد شذت دولتا نيكاراجوا والسلفادور عن ذلك ونقلتا سفارتيهما من تل أبيب إلي القدس وظلتا لمدة طويلة هناك إلا أن تقديرهما بأن دولا أخري ستلحق بهما كان خاطئا, وعادت أدراجها إلي تل أبيب ونتيجة لذلك قطعت مصر علاقاتها الدبلوماسية بالسلفادور, وقطعت تمثيلها غير المقيم مع نيكاراجوا. وأدرجت القدس في اتفاق أوسلو1993 علي أنها محل تفاوض ضمن مواضيع الحل النهائي( الحدود اللاجئين المستوطنات الأمن وأضف إليها المياه). ولا يوجد أي تمثيل أجنبي حاليا في غرب القدس سوي سفارة دولة جنوب السودان اعترافا منها بما قدمته لها إسرائيل في سبيل انفصالها عن السودان وهناك مكتب تمثيلي يطلق عليه صربسكا. وفي عام1995 قرر الكونجرس بمجلسيه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس وأمهل الإدارة الأمريكية مدة أربع سنوات تنتهي في عام1999 لاتمام هذا النقل إلا أن الرؤساء الأمريكيين منذ ذلك التاريخ وللآن يستخدمون حقهم في تأجيل التنفيذ كل ستة شهور. تأتي مخاوف إسرائيل الاعتراف الدولي بالعاصمة( التي لم تعترف بها أي دولة) إضافة إلي الجهود الإسرائيلية لتهويد القدس. والممارسات ضد سكانها الفلسطينيين والمسجد الأقصي وكنيسة القيامة والمقدسات الإسلامية والمسيحية. ورد الفعل العربي والإسلامي هام ليس فقط لعدم الاعتراف الدولي بالقدس كعاصمة لإسرائيل لكنه جهد مطلوب لمنع الاستيلاء علي المسجد الأقصي وتأمين أهل القدس في كفاحهم للبناء في عاصمتهم ولمنع أي دولة أخري من مجاراة التشيك.