ما حدث من هجوم من بعض عناصر الإخوان علي الأديب المصري الكبير علاء الأسواني, مساء الأربعاء الماضي(10/16) في أثناء محاضرته الأدبية في معهد العالم العربي بباريس, هو حدث مؤسف يشين من اقترفوه, ولكنه أيضا له أكثر من دلالة لا تخفي علي احد! فعلاء الأسواني هو أديب عالمي, بالمعني الدقيق للكلمة.. وحصل علي العديد من الجوائز الأدبية من النمسا وفرنسا وإيطاليا واليونان و ألمانيا والولايات المتحدة وكندا والمملكة السعودية في خلال السنوات من2005 إلي.2013 ولم يكن علاء في محاضرته يتحدث في السياسة, ولكنه كان في لقاء أدبي محض ضمن مجموعة من اللقاءات التي نظمت له في فرنسا. في وسط ذلك اللقاء, جري الهجوم الإخواني من مجموعة بدا أنها جاءت خصيصا لتشويه اللقاء و الهجوم علي الأسواني والإساءة إليه عقابا له علي دعمه لثورة30 يونيو؟ غيرأنني أعتقد أن مشكلة الأسواني مع الإخوان تتمثل في أنه رمز لكل ما هو مضاد للإخوان, وكاشف لحقيقتهم الجافة المفلسة! فالأسواني مثقف من طراز رفيع ملتزم بقضايا وطنه وهمومه, ومشاركته في ثورة25 يناير, وحماسه لها, دليل قاطع علي هذا الالتزام منه. ولكن الإخوان كانوا دائما ضد الثقافة و المثقفين, وإذا كان أحد يعرف مثقفا إخوانبا واحدا بارزا فليدلنا عليه! وعلاء الأسواني مبدع لاشك في إبداعه, والإخوان- بحكم التعريف- هم فصيل لا يعرف سوي الإتباع! وعندما يكون معيار وجودك وترقيتك في الجماعة هو السمع والطاعة, فذلك يعني الذبول الكامل لأي جنوح نحو الإبداع في كل من ينضم للإخوان, فكيف ننتظر منهم بأي شكل, أي تقدير للإبداع والمبدعين؟ وأخيرا, فإن الأسواني رمز وطني يفخر به كل مصري مثلما يفخر بكتابه وأدبائه وشعرائه وفنانيه, فأولئك هم عماد قوة مصر الناعمة ورمز تميزها. ولكن تلك الروح الوطنيه لا يعرفها الإخوان, ولا يقدرون مغزي أن يحتفي في فرنسا بأديب مصري بارز, لأن مصر للأسف ليست حاضرة في أذهانهم.فإذا كانت مصر قد هانت عليهم, كان من الطبيعي أن يهون عليهم علاء! لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب