الأعياد هي رمز للبهجة والفرحة,مناسبة للتواصل مع الأهل والأصدقاء, فرصة لصلة الأرحام وقطع الموصول,دعوة متجددة للود, لحظات تتشابك فيها المشاعر حتي وإن كانت المسافات بعيدة. الأعياد هي لقاء عام بين البشر يوحد بين الجميع في المشاعر والسعادة, يمحو من النفوس آثار عناء الشهور,ويدفعها دفعا للتغيير,كما لو كانت الأعياد تملك المفتاح السحري لقهر الأحزان والتعاسة. ربما يمر العيد علي البعض وهو في ظروف لا تمكنه من معايشة لحظة الفرح, هذا يحدث كثيرا.تلك حكمة الخالق وقياس صبر البشر. صحيح ظروف الحياة غيرت الكثير في العادات والتقاليد وأصبحت الرسائل عبر الهاتف والمواقع الالكترونية هي البديل العصري عن دفء الصوت والزيارات العائلية, ومع هذا فهي جميلة ورقيقة وتحمل مشاعر دافئة.وتعكس روح العصر السريع المتطور ويتناقل المعايدون فيما بينهم نكات رقيقة ومعايدات خفيفة وابتكارات في الدعابة تطفي علي المناسبة جمالا وروحا سمحة. ليس كل ما هو عصري ضد دفء المشاعر بالعكس هي أشياء تقرب كثيرا وتسهل من التواصل. بهجة العيد لا تعادلها أي بهجة آخري.. حيث ينتظر الكبار والصغار بفارغ الصبر قدوم العيد بمظاهرة التي لا تزال موجودة منذ سنوات الطفولة.. حيث كان العيد ومازال رمزا للفرحة ومناسبة للسرور والسعادة. الكل لا ينسي ذكرياته مع الأعياد في زمن البراءة والطفولة,الجميع كان ينتظر الثياب الجديدة بألوانها الزاهية المبهجة, ويترقب العيدية التي تتقاطر من الأقارب والأحباب, ويسرح كيف ينفقها ؟ ليلة العيد تكاد تمر دون نوم من فرط التفكير في ساعات الصباح, ما أجمل هذه اللحظات خصوصا صلاة العيد وسط أصوات المبتهلين وهم يرددون التكبيرات. ما أحوج المصريين إلي مناسبات الأعياد التي تجعلهم يبتعدون قليلا عن متاعب موجودة وأزمات قائمة في مثل هذه الأيام التي لا تستقر علي حال ولا تهدأ لها شراع ولا يضمن فيها المرء ساعات يومه وليله. كل عام وأنتم بخير. لمزيد من مقالات ماهر مقلد