عيد الأضحي يوم فرح وسرور, تتواصل فيه الأرحام, وتتساقط فيه الذنوب, ويعود الحجاج مغفورا لهم, إنه يوم المغفرة والمرحمة, ويعطف كبيرنا علي صغيرنا, ويوقر صغيرنا كبيرنا, ويتصدق الغني علي فقيرنا, إنه يوم عظيم تتآلف فيه القلوب وتتنزل فيه الرحمات علي عباد الله في هذا اليوم. ويقول الشيخ محمود عاشور, وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية, أن العيد هو عادة يعيدها الله دائما, وهذا العيد هو إتمام الركن الخامس للإسلام, وهو حج البيت من استطاع إليه سبيلا, والآن نعيش فرحة العيد, وخاصة إن الحجاج يستغفرون للمؤمنين ويؤدون الركن الخامس من الفريضة كما أمرنا الله عز وجل, فهذا هو عيد الأضحي تكون فيه مشقة خلال الحج وبعد هذه المشقة تكون الفرحة لأن النبي صلي الله عليه وسلم يقول: من حج ولم يفسق ولم يرفث عاد كيوم ولدته أمه ونجد دائما أن هناك مكافأة من الله بعد تأدية الفريضة, فعيد الفطر يأتي بعد فريضة الصوم ولذلك سمي بيوم الجائزة, أي جائزة عن هذه العبادة التي أمرنا الله بها, وسيدنا إبراهيم عليه السلام حينما قال: يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري؟ جاءت الاستجابة من ابنه إسماعيل سريعة دون تفكير, ثم جاء الفدو من السماء وفديناه بذبح عظيم فهذه مكافأة عن الطاعة, فكل من يطيع الله عز وجل تأتي المكافأة عظيمة, فهي الجائزة التي يحصل عليها المطيع من الخالق, والأنبياء حينما صاموا لم يكن لهم عيد بعد الصيام, إلي أن جاء النبي صلي الله عليه وسلم, فكان عيد الفطر بعد شهر رمضان, أما عيد الأضحي فكان من أيام إبراهيم عليه السلام واتبع سيدنا محمد مناسك إبراهيم عليه السلام من سنة الذبيح وتأدية المناسك. وقال الشيخ عاشور إن العيد يؤلف بيننا, ويكون فيه ترابط وجمع أواصر بين المسلمين وإصلاح بين المتخاصمين, حتي يشعر الناس أننا أمة واحدة وأنه يوحد بيننا, وخيركم من يبدأ بالسلام, ونقف في الصلاة في العيد صفا واحدا, ونتصافح بعد انتهاء الصلاة لتتساقط الذنوب, وهذا التصافح يؤكد أواصر المحبة, والعيد فرصة للتزاور والتلاقي وصلة الأرحام, فلا يوجد في العيد خصومة, لأن الله لا يقبل عمل اثنين متشاحنين فوق ثلاثة أيام, ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالي, يعرض هذا ويعرض هذا, وخيرهما من يبدأ بالسلام, والابتسامة بين الناس واجبة في العيد وتهنئة بعضنا البعض, والأضحية مشاركة ومحبة بين المسلمين لأن من ضحي يتصدق علي من لا يضحي فيحدث التقارب والتآلف والحب بين المسلمين وينبذ في العيد المعارك والعنف والتخريب, ويحل التعاون بين الناس والإخاء والمحبة, وهذا يجعل مجتمعنا متماسكا ومترابطا وقويا. أما زالعيديةس فهي نوع من أنواع التواصل بين الأقارب, فيدفعها الكبار كي يدخلوا بها السرور علي الأحفاد من جانبه يقول الدكتور السعيد محمد علي, من علماء وزارة الأوقاف, إن العيد في الإسلام له مظاهر عديدة منها الفرح وإدخال السرور علي الأهل والأبناء والأقارب والجيران, وهذا يتكرر عند المسلمين عقب فريضتين من فرائض الإسلام, الأولي عيد الفطر بعد صوم رمضان, والثاني عيد الأضحي بعد فريضة الحج, وفي هذا بيان أن الأعياد في الإسلام مرتبطة بالعبادات والفرائض, حتي قال الله تعالي( إن أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر) أي أد صلاة العيد ثم انحر الأضحية, وهذا من شأنه إسعاد أهل البيت, بتقديم قربة لله, سنة عن الخليل إبراهيم عليه السلام, وتوسعة علي العيال والأولاد والأحفاد في الطعام والشراب, ولأن الأطفال في حاجة إلي مزيد من هذا الفرح والسرور بما يسمي بالعيدية, وهي ليست سنة في الإسلام, ولكنها تأتي من باب التوسعة علي أهل البيت, وينتظرها الأطفال يشترون بها ما يتلذذون من أطعمة وأشربة أو ما يشتهون من ملابس تمتعهم معنويا, وتتيح لهم فرصة التنزه في النوادي وأمثالها, وهذا مشروع في الإسلام, حيث أباح الدين اللهو الذي لا ينسي ذكر الله في الأعياد, واللحوم أولي وأهم من العيدية في عيد الأضحي.