منذ أيام قليلة أحيت مصر والمصريون الذكري الأربعين لانتصارات جيشها الباسل في حرب اكتوبر الخالدة.. هذه الذكري تأتي وسط قوافل من الشهداء الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يتساقطون يوميا بأيدي الغدر والخيانة والضلال في سيناء وغيرها من المناطق وما أشبه اليوم بالبارحة.. فأكتوبر النصر الذي سبقته كبوات يمر اليوم والكنانة ترمي الأعداء بسهام من الشهداء ومن مختلف محافظاتها شمالا وجنوبا شرقا وغربا كما هو الحال في مختلف الحروب التي خاضها هذا الشعب العظيم, الذي قدر له الله أن يكون في رباط وجهاد إلي يوم الدين حسبما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم... الحرب شاملة هذه المرة وعمادها الإيمان والكرامة والرجولة وانقاذ الوطن مما يراد به من غرق في الفتن وانفلات لقوي الإجرام والإرهاب المحلي والدولي.. هذا الاجرام والإرهاب الذي يستهدف الجميع أينما كانوا.. في الشارع, وتشويه الحقائق وانتهاك الأعراض والحرمات وهو ما حاول الشهيد أحمد أبو الدهب الضابط في شرطة النجدة بالجيزة التصدي له عندما أنقذ فتاة من السرقة والاختطاف في شارع الهرم لتغتاله الأيادي القذرة بعد أن لبي وأدي نداء الواجب والرجولة رغم أنه كان أنهي عمله الرسمي.. أبو الدهب ابن قرية المدمر بمحافظة سوهاج نموذج للكثيرين من أبناء الشرطة والقوات المسلحة الذين قدموا ومازالوا الكثير من التضحيات من أجل هذا الوطن, والأمر الذي لا جدال فيه هو أن هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم سيجدون عند ربهم ما وعدهم لأنهم من الصادقين في زمن عز فيه الصدق, ومن الشجعان في زمن تحول الجبن فيه إلي فضيلة.. قدموا أرواحهم مقابل الانضمام إلي قوافل النور من الشهداء لإيمانهم بالله ثم بهذا الوطن, هؤلاء الأبطال هناك الملايين منهم الذين هم ذخر وذخبرة الكنانة وهناك أكثر منهم ممن يجب أن نرسخ فيهم قيم العطاء والرجولة والانتماء والفداء.. ان هذه الثلة الطاهرة من أبناء الوطن ليسوا في حاجة الي أي شيء من هذا العالم, ولكننا نحن في حاجة الي تكريس وترسيخ ما قاموا به من خلال إحياء ذكراهم وسرد قصصهم, ولن يكون هذا إلا بإطلاق أسماء هؤلاء الأبطال علي مدارس في فسقط رءوسهم مع توثيق ما قدموه من بطولات لحاجتنا لإعلاء قيم غابت وربما تلاشت لدي الكثيرين الذين يملأون الدنيا ضجيجا ويغردون علي تويتر خارج سرب الوطن الواثق بإذن الله من النصر والقصاص من القتلة والمتآمرين أيا كانوا وأينما وجدوا. لمزيد من مقالات محمد الأنور