إذا كنت مصريا تلقي ما تلقي داخل مصر فأنت أحد أبناء مصر هذه الأم الغالية.. وعليك أن تتحمل أعباءها, فهي بلدك ووطنك الذي فيه ولدت وترعرعت ولها عليك أسمي وأجل مما عليك تجاه أمك التي ولدتك. عليك أن تتحمل سلبياتها, وأن تحاول ولو بالكلمة أن تصلح من أحوالها, دون أن ينال ذلك من حقوقك عليها, وأهمها أن تكفل لك الحماية الشرعية والقانونية أينما كنت. وتذكر دائما أن لأمك عليك أن تحاسبك وتضرب علي يديك إذا أخطأت, ولها وعليك أنت أيضا أن تواجه بحزم كل من تسول له نفسه الإساءة إليها من قريب أو بعيد, فأنت مطالب بالدفاع عنها بتوكيل شرعي رسمي طالما تحمل جوازك الأخضر المصري. قالت محدثتي الدكتورة ملكة يوسف زرار أستاذ الشريعة الإسلامية والقانون المقارن بالدول العربية والاسلامية: أتفق معك فيما قلته, ولكن مامعني أن تكون مصريا وتحرم من أقل القليل من حقوق الحماية الشرعية والقانونية.. ألا يشعرك ذلك بالغبن داخل بلدك وخارجها؟ وأضافت أن كل مطارات الدول العربية تخصص أماكن لمواطنيها, حتي لايقفوا بالساعات يزاحمهم غير المواطنين.. وهذا حق مشروع لمواطني كل دولة حتي تنمي في أعماقهم درجة الانتماء, فهم ليسوا كغيرهم من الوافدين أجانب أو عربا. وأعتقد أن ما تلفت إليه الدكتورة ملكة يندرج تحت أبسط الحقوق, خاصة أننا في مصر نقف بالساعات الطويلة وسط الطوابير, فليس لنا أماكن خاصة كما لمواطني الدول الأخري في مطاراتهم. إن ما نعانيه في أي دولة عربية نذهب إليها للعمل أو السياحة أو الزيارة يمكن أن يمر باعتبارنا أجانب, وعلينا أن نصطف في طابور الغرباء, تحت لافتة غير المواطنين.. فلماذا لاتخصصون لنا في المطارات أماكن تحت لافتة المواطنون المصريون. أحبك يابلدي بخيرك وشرك بإيجابياتك وسلبياتك, ولا أقبل بديلا عنك مهما بلغت معاناتي فخير البلاد بلدي وإن جارت. فإلي متي ياأماه تفضلين الغير علي؟ وكيف تقبلين بازدرائي في غير أرضك؟ وتغضين الطرف عني في أحلك المواقف؟ لاتلفظي أبناءك وأكرميهم, حتي لاتخطفهم أمنا الغولة ويكونوا سهاما مسمومة موجهة إلي قلبك.