محطة الرمل, منطقة الفراعنة, الشاطبي. الأزاريطة هي مناطق تشكل ما يطلق عليه الحي الملكي, حيث تتلخص فيه معالم التراث العالمي المعماري, هذه المناطق تتعرض لجرائم هدم مبانيها الأثرية الرائعة وبناء المئات من المباني العشوائية القبيحة حتي تحول الحي إلي حي شعبي عشوائي, بل أصبح نموذجا صارخا للتشويه المعماري المتعمد بمحافظة الاسكندرية. الحي الملكي.. واقع يؤكده أحمد عبدالفتاح الخبير الأثري بقوله: نعم تلك حقيقة مؤلمة, بل جريمة يجوز السكوت عليها وان لم يحاكم مرتكبوها الآن فسيحاكمنا التاريخ فيما بعد من يصدق أن يتحول أجمل أحياء العالم0052 عام إلي ما وصل إليه من عشوائية.. فهذا الحي االذي يطلق عليه الحي الملكي يتميز بالطرز المعمارية والمرافق العامة والفيللات والمباني والمدارس والحدائق, كل ذلك هو تلخيص لكل تراث العالم المعماري... بل الأكثر من ذلك فإن عمائر العالم حتي في ايطاليا وباريس, علي الرغم من فخامتها فهيئتها تبعث علي الوحشة في النفس, أما مباني الحي الملكي بالاسكندرية فتوحي بالأمل والتفاؤل باحجامها المميزة وجمالها وخطوطها المعمارية التي تحيطها الحدائق الغناء بنباتاتها النادرة. ويستطرد بقوله: إن الحي الملكي الذي اجتاحته عشوائية المباني حتي تحول إلي غابات اسمنتية قميئة يحتوي علي ثروة طبوغرافية فهو يضم حيين من فرط جمالهما أطلق علي احدهما الحي اليوناني والآخر الحي اللاتيني ونتيجة عجز الدولة أمام أصحاب الضمائر الخربة وتغاضي السادة المسئولين عن مبدأ احترام الملكية الخاصة قام لوبي السطو علي الفيللات والعمائر الكلاسيكية بالاسكندرية باصطناع مواقف لايملك القضاء حيالها إلا تطبيق القانون عليها نظرا لغيبة اصحاب هذه العقارات لأن معظم ملاكها من الأجانب. ويشير بقوله.. ونتيجة لهذا بدأ غول العشوائيات يزحف علي اجمل احياء العروس وأصبح من المعتاد أن نري أمام عقار كلاسيكي مهيب برجا سكنيا شيطانيا بألوان مستفزة يسبب تلوثا بصريا للمواطن السكندري. وعن مظاهر التشوه الأخري للحي الملكي يقول.. هناك سوء استخدام للشوارع والمتنزهات بالحي الملكي التي تتعرض للسلوك البشري العشوائي وما تشهده من انشاءات غير مصرح بها من أكشاك وانتشار للباعة الجائلين بشكل بشع ويعتبر ما يحدث بشارع النبي دانيال هذا الشارع التاريخي والتراثي مثالا صارخا علي الفوضي والعشوائية بهذا الحي الشهير. ويطالب أحمد عبدالفتاح بضرورة تشكيل مجلس قومي لحماية التراث المعماري بالاسكندرية من أجل الحفاظ علي العقارات والفيللات التي لم تمتد اليها حتي الآن يد الهدم, بالاضافة إلي تفعيل قانون المباني الذي أصبح منذ سنوات حبيس ادراج السادة المسئولين بالادارة المحلية التي تخلت عن دورها في محاربة الفساد وايقاف نزيف مخالفات المباني وتطبيق القانون وتوقيع عقوبات رادعة علي من سولت له نفسه اغتيال التاريخ والتراث المعماري الرائع الذي لن يعوض.. مشيرا إلي ضرورة اعادة النظر في الاستخدام الأمثل للأرصفة والشوارع مع ايجاد اماكن بديلة للباعة الجائلين من أجل عودة جمال الشوارع وهدوئها.