عندما تستعد للقيام بعمل ما أو قبل أن تمسك بكتاب لتبدأ الاستذكار أو عندما تفكر في موضوع مهم تعد لنفسك أولا فنجانا من القهوة اذا كنت ممن يفعل ذلك فأعلم أنك لست وحدك بل ان ملايين من البشر يفعلون ذلك في المجتمعات المختلفة وهذا السلوك دفع العلماء الي البحث في العلاقة بين القهوة وقدرة الإنسان علي الابداع والقدرة علي التفكير. يفسر البعض هذا الارتباط بأن مادة الكافيين الموجودة في القهوة تنشط الذهن, وتساعده علي اليقظة, إلا أن البعض الآخر من العلماء وجدوا أن هذه الحالة تصيب الأشخاص الذين يتناولون القهوة المنزوعة الكافيين بنفس القدر.. السبب اذن ليس الكافيين بل إن هناك أسبابا اخري. ويرجح الجزء الأكبر من الباحثين ان هناك علاقة نفسية بين تناول فنجان القهوة وطريقة اعداده والمكان الذي تتناوله فيه وربما صحبة الاصدقاء, كل هذه الظروف تجعل من تناول القهوة متعة تهيئك اكثر للعمل والحركة. وكثيرا منا اعتاد علي تناول القهوة في الصباح بمجرد الاستيقاظ من النوم مما يحول هذه العادة الي شرط لبداية اليوم فيتخيل الشخص انه لايمكن ان يقوم بأي عمل أو ربما الحديث الي أي احد إلا بعد أن يتناول قهوته انه اذن شكل من أشكال الادمان ولكن أقل ضررا من غيره. وقد وقع في هذا الادمان مشاهير من كتاب وفنانين تماما مثل الاشخاص العاديين فالموسيقار بيتهوفن والكاتب والمفكر الفرنسي جون بول سارتر كانا مشهورين بعشقهم للقهوة أما الكاتب الفرنسي هو نوريه دو بلزاك فكان يطحن حبات البن ويأكله بشراهة.. إنه نوع مستعص من الادمان. وعلي أي حال القهوة لها فوائد صحية مثل تحسين الهضم, التخلص من الماء المحتبس في الخلايا, الا انها قد تكون مضرة اذا ماتم تناولها بصورة مبالغا فيها لأنها تؤدي الي ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالتوتر وسرعة خفقان القلب أما مسألة الابداع والقدرة علي التفكير فقد تبين انها علاقة نفسية فقط لاغير.