الشيخ القباري السكندري الأصل والمولود فيها سنة785 ه, هو أبوالقاسم محمد بن منصور القباري, كان زاهدا ورعا, عاش في بستان له في رمل الإسكندرية وأنفق من ريعه ولم يتزوج, لقب بالقباري نسبة الي ثمرة الكبار أو القبار وهي ثمرة نادرة, وكان يشكو من ضعف السمع وقلة الشم والتذوق, وكان يستعين بزملائه ليعيدوا له الدرس الذي يحضره, وقد تتلمذ علي كبار العلماء والمتصوفة الذين كانت تمر بهم الإسكندرية في ذلك العصر من أمثال أبي الحسن الشاذلي وأبي العباس المرسي وابن عطاء السكندري والبوصيري وياقوت العرش وغيرهم, وتقول المراجع التاريخية إن الشيخ القباري سكن البستان حتي سن التاسعة والخمسين, وفي سنة646 ه انتقل الي غرب المدينة بالمنطقة التي عرفت باسمه وقضي فيها61 عاما, وكان معه خادم اسمه( أبوالطاهر أبوالعز) وكان صالحا وظل في خدمته04 عاما, وكان لا يناديه إلا( بالرجل) وكان الشيخ القباري زاهدا أخلص في العمل واجتهد في قطع الأمل ومال الي العزلة, وعاش عصرا امتاز بنهضة علمية بقيادة العلماء المصريين ومن وفدوا الي مصر, وشهد القباري نهاية دولة الأيوبيين وقيام دولة المماليك البحرية وانتصارهم علي التتار في جالوت, ورغم ذلك لم يكن راضيا عن سلوكهم وتصرفاتهم حيال الرغبة وكان يرفض مقابلة رجال الدولة وسلاطين مصر اذا أتوا الي الإسكندرية, وصاحب الحظ منهم من تحدث إليه من نافذة الدار. وللشيخ القباري قصة مع السلطان الأشرف قايتباي, فعندما ذهب لاداء فريضة الحج وزار الحضرة النبوية, ذكر خدام الحرم للسلطان أن رجلا يأتي قبر النبي عليه الصلاة والسلام ولما رجع السلطان الي مصر زار قبر الشيخ القباري بالإسكندرية. وقد دفن الشيخ القباري في بستانه وأقيم مسجد علي ضريحه علي الخلوة التي كانت بالبستان ويوجد في الضريح قبر آخر عليه اسم العزب بن عبدالسلام والثابت أنه دفن بسفح المقطم ولكنه من أضرحة الرؤيا وكانت ساقية البستان القباري باقية الي أن أقيم مكانها مدرسة القباري.