جاء التعادل الإيجابي للأهلي خارج أرضه أمام القطن الكاميروني ليعكس أن إعادة المباراة كاملة كانت في صالحه إذ إن المباراة التي لم تكتمل كانت نتيجتها التعادل السلبي. وشتان بين النتيجتين في ظل لوائح المسابقات القارية التي تجعل من هدف الفريق في آرض الخصم ميزة كبيرة في حالة انتهاء مباراة العودة بالتعادل السلبي, وإن كنا نرجوها بالقطع فوزا كبيرا للأهلي. مرة أخري يؤكد أبو تريكة أنه مفتاح الفوز الوطني للكرة المصرية, وقد كان صاحب التعادل الإيجابي للأهلي, وبإذن الله يكون أحد عوامل الفوز أمام غانا وتحقيق حلم الملايين بالتأهل لنهائيات كأس العالم إن شاء الله, وليعطينا جميعا درسا بأن هناك قامات وهيئات لا بد أن ترتقي فوق السياسة التي من طبيعتها الخلاف بين فرقائها, ولا يمكن لمصر أن تتخلي عن قواها الناعمة بسبب محاولات البعض توظيف كل شئ سياسيا. جاءت نتيجة الأهلي الإيجابية في يوم اعتاد فيه المصريون علي استنشاق عبق الانتصارات في ذكري عزيزة عليهم يوم عبر الجيش المصري العظيم قبل أربعين عاما لقناة السويس ويحطم اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ويسترد جزءا أصيلا من مكونات الدولة والشعب وهو شبه جزيرة سيناء. نتيجة الأهلي الإيجابية في هذا التوقيت الصعب تؤكد أننا قادرون بإذن الله علي أن نعبر كل أحزاننا لنعود من جديد النسيج الوطني الواحد, وبالأمل نفسه ندعو بكل جوارحنا لمنتخب مصر الوطني الذي يبدأ رحلته إلي غانا فجر الجمعة المقبل لخوض الجولة الأولي في الخطوة الأخيرة نحو البرازيل. ندعو لمنتخبنا الوطني من عميق قلوبنا مع كامل اعتذارنا له أننا لم نوفه حقه الطبيعي من الالتفاف حوله, رغم أنه كان طوق نجاة لصدورنا التي ضاقت لسنين لم نجد خلالها ما نتفق حوله, نعتذر لمنتخبنا الوطني ويملؤنا العشم رغم ذلك في أن يحقق لمصر حلما جميلا كثيرا ما انتظرنا تحقيقه, وإن لم يعد في كرة القدم شيئا سهلا, لكننا مصرون علي الفوز ونحن في أمس الحاجة للفرحة. يارب بلغنا هذه الفرحة التي ستوحد المصريين مرة أخري, وهي كفيلة بأن تغلق صفحة لا أعتقد أن أحدا منا راض عنها. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل