بعد مرور ثمانية أشهر علي صدور كتابه المهم( شهادتي) عن فترة عمله كوزير خارجية( من4002 1102) يقدم لنا أحمد أبوالغيط نصا مهما جديدا عن نفس دار النشر( نهضة مصر) وبعنوان: شاهد علي الحرب والسلام. مذيعا الكثير من أسرار حربي الاستنزاف وأكتوبر, وعملية التفاوض من أجل كامب دايفيد.. ميزة ذلك النص الفريدة بيقين تعود إلي شخصية كاتبه وتجربته الإنسانية والمهنية الخاصة, فهو خليط من توثيق وتأريخ في مجالات العمل الدبلوماسي والفكر الأمني والإستراتيجي, والانطباعات الشخصية, وأحيانا الوصف الدرامي.. قدم الوزير291 صفحة عن الحرب, و622 صفحة عن التفاوض من أجل السلام, وخمس صفحات لخاتمة ترد بنحو مسكت عن جانب من تخرصات البعض علي الخارجية المصرية والرئاسة وقت بداية مسيرة عمل ذلك الوزير الوطني رفيع المقام.. شهادة.. أبو الغيط الجديدة( شاهد علي الحرب والسلام) لم تجئ من علي أرضية العمل الدبلوماسي, وإنما من فوق أرضية منظومة أمن قومي( عمل خلالها كأحد مساعدي السيد محمد حافظ اسماعيل في مستشارية الأمن القومي, ثم بعد ذلك من خلال عمله المتصل في وزارة الخارجية الدمج بين السياسة والحرب ميزة هذا النص الفريدة, وهو ما يرسم خطوطا فاصلة بينه وعدد من مذكرات وزراء الخارجية السابقين الذين كتبوا عن تاريخهم الدبلوماسي فحسب.. أبو الغيط كتب عن عمل عسكري استهدف تحقيق الأهداف السياسية للدولة, وقد سطر النص وهو دبلوماسي شاب, وأدهش رئيسه( حافظ إسماعيل) حين عاد الأخير ليسوي معاشه في الخارجية بعد عمله سفيرا في باريس فقال له خلال حديث في مكتب السيد أحمد ماهر:( إن مصر حققت الهدف من الحرب), فلما ساء له حافظ اسماعيل( إلام تستند في تقييمك, فقال أبو الغيط:( لقد كتبت كل ما شهدت ومر بي في أثناء عملي معك في مستشارية الأمن القومي, وطلب حافظ إسماعيل أن يقرأ النص فلما جاءه أبو الغيط به, أمضي مع الأوراق عشرة أيام ثم أعادها لأبو الغيط قائلا:( كنت تنفع تبقي مستشار أمن قومي)! النص المهم يؤكد أن مصر لن تسلم للغرب بفاعليتها في مقابل الحصول علي أراضيها, وأخيرا فإن الجزء الذي حكي فيه وزير الخارجية أبو الغيط عن أسامة الباز كان بعض ما أثر في نفسي عاطفيا وشخصيا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع