' تسلم الأيادي.. ويسلم جيش بلادي.. ويسلم اللي قام يدافع عن ولادي' مطلع اغنية غناها الفنان محمد الحلو منذ اكثر من عامين في اعقاب ثورة25 يناير.. ولحنها الفنان محمد الطوخي. 'تم البدر بدري.. والأيام بتجري.. والله لسة بدري والله يا شهر الصيام'.. مطلع الأغنية الشهيرة التي غنتها منذ سنوات الفنانة شريفة فاضل.. الحان الموسيقار عبد العظيم محمد. قبل ان يقفز السؤال, عن الرابط بين الأغنيتين أقول أنه الفنان مصطفي كامل.. وأغنيته الأشهر الآن في الشوارع المصرية' تسلم الأيادي'!! اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا تتهم الفنان مصطفي كامل بسرقة مطلع الأغنية الأولي, والجملة الرئيسية في لحن الأغنية الثانية.. وبغض النظر عن سخونة الحوارات والاتهامات.. لم ينس المتراشقون نشر أغنية مصطفي كامل التي حملت توقيعه كاتبا وملحنا!! كلمات الأغنية بدءا من مقدمتها حتي نهايتها هي القاطرة التي انطلقت بالأغنية لتدخل قلوب الجماهير.. باستخدام تعابير بسيطة يستخدمها المواطن في حياته اليومية.. واخذ من روح بعض عبارات الفريق أول عبد الفتاح السيسي, في خطبه التي تعد علي أصابع اليد الواحدة.. فتجد بعض' كوبليهات' الأغنية معبرة بصدق مثل:' اسألوا الدم اللي في سينا.. انت مروي بدم مين.. دم حنا وللا مينا.. ولا دم المسلمين.. ابن عمي وابن خالي.. وصاحبي من عشرة سنين'.. فهو ملائم للحظة العبث الصعبة التي تعيشها مصر والتي لا تكف فيها الجماعات السرية والإرهابية عن استدعاء الفتنة الطائفية إلي مشهد فارق في تاريخ مصر.. ' تسلم يللي شايلها.. ويللي حلفت ترد جميلها.. وقلت المايلة لازم تعدها بعلو الصوت.. تسلم يللي رفعت رايتها.. وقدرتها ودفعت قيمتها.. انشالله تكون نهايتها حياة او موت'.. وهي حالة لا يستطيع عاقل إنكارها بأي حال.. حالة' الميل' التي انتابت مصر طوال العام الماضي كدولة.. شعر بهذا المواطن البسيط قبل الساسة.. رأي بعينيه كيان الدولة المصرية يتحلل ببطء.. لتتحول إلي عزبة أو إمارة أو' قطاع'!! حالة' الميل' تلك كان المواطن يشعر بها فتسمع منه عبارة واحدة' ربنا يأخذ بإيد مصر'.. وفي داخله كبيرا كان أو صغير متأكد أنه لن ينقذها سوي الجيش.. حتي أولئك الذي استدرجوا للهتاف ضد' العسكر'!! 'والله تسلم يا ابن بلدي.. يللي طول عمرك أمين.. يللي ابوك رباك يا ولدي.. ع الإيدين الشقيانين'.. وهنا أنا أري أن المدح هنا ليس لشخص.. المدح لكيان الجيش كله.. المدح يترجم شهادة يمنحها المصريين لهذه المؤسسة.. بأنها تربية إيدين شقيانين.. وهو معني يدركه جيدا كل عامل أو فلاح أو مواطن بسيط.. أما اللحن فبغض النظر عن أنه بني علي جملة رئيسية في لحن' تم البدر بدري'.. إلا أن تميزه يكمن في بساطته.. والبهجة التي يبثها في الأذن.. في لحظة احتاجت مصر بشدة للبهجة.. أما أكبر أخطاء تلك الأغنية علي الإطلاق في رأيي فهو التوزيع المتواضع.. كان يمكن الحفاظ علي بهجة اللحن بتوزيع آلات أكثر عمقا.. فقد غاب الإيقاع المصري واستعيض عنه بالدرامز.. وطمس صوت الكمان الذي كان يمكن أن يصبح بطل اللحن.. هناك آلات افتقدتها في هذا اللحن مثل الدف والعود والكونترباص وآلات النفخ علي تنوعها. أما الذين اتهموا الأغنية بأنها' سوقية' أكثر من اللازم.. فقد ابتعدوا كثيرا عن التقييم الموضوعي الذي يجب أن يأخذ في الاعتبار اللحظة التي يولد فيها العمل الفني.. وهو في حد ذاته الشرارة التي أطلقت تلك الأغنية في سماء مصر بسرعة مذهلة.