في أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه لم يجتمع بنظيره الأمريكي باراك أوباما لأن الوقت لم يكن كافيا للتحضير لهذا اللقاء. كما شدد روحاني علي أن بلاده لا تشكل أبدا تهديدا للعالم أو لمنطقتها, داعيا أوباما إلي تجاهل الدعوات إلي الحرب وإعطاء الأولوية للتفاوض. وقال الرئيس الإيراني بعد ساعات من خطاب مماثل لنظيره الأمريكي إنه إذا تجنبت واشنطن تلبية مصالح مجموعات الضغط المؤيدة للحرب علي المدي القصير, يمكننا أن نجد إطارا نعالج فيه خلافاتنا. وجدد التأكيد علي أن بلاده لا تنوي امتلاك أسلحة نوووية, مشيرا إلي أن الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل ليس لها مكان في نظام الأمن والدفاع الإيراني وتتعارض مع قناعاتنا الأساسية الدينية والأخلاقية. وأضاف أن طهران ستتحرك بشكل مسئول فيما يتعلق بالأمن الإقليمي والدولي, منددا بقوة بالعقوبات التي فرضت علي بلاده وقارنها بالإجراءات العقابية التي اتخذت ضد العراق أثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين. ووصف العقوبات بالعنيفة, وأن المواطنين الإيرانيين وليس الصفوة السياسية هم من يعانون بسببها. وقال روحاني الذي تحدث بعد ساعات من إلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمته في الاجتماع السنوي لزعماء العالم إنه مستعد للدخول في محادثات نووية محددة زمنيا وترتكز علي النتائج وإنه لا يسعي إلي زيادة التوترات مع الولاياتالمتحدة. وقال إيران تسعي إلي تعامل بناء مع دول أخري يستند إلي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وهي في الإطار نفسه لا تسعي لزيادة التوتر مع الولاياتالمتحدة. وحول الأزمة السورية, قال روحاني إن بلاده تدافع عن السلام المستند إلي الديمقراطية وبطاقة الاقتراع في كل أنحاء العالم, بما في ذلك في سوريا والبحرين وفي دول أخري بالمنطقة. ليس هناك حلول عنيفة لأزمات العالم. وأدان أي استخدام للأسلحة الكيماوية ورحب بقبول سوريا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية. وفي حواره مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية, وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني المحرقة النازية بحق اليهود( الهولوكوست) بأنها تستحق الاستنكار والإدانة. وأوضح روحاني الذي تولي مقاليد السلطة في إيران قبل نحو شهرين في معرض رده علي سؤال عما إذا كان يقر بحدوث الهولوكوست, أنه: كما سبق وصرحت, فأنا لست مؤرخا, وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن أبعاد المحرقة, فإن المؤرخين هم من ينبغي أن يحكموا بذلك. وأضاف أن الولاياتالمتحدة أظهرت اهتماما لمثل هذا اللقاء بينه وبين أوباما ومن حيث المبدأ يمكن أن يحدث في بعض الظروف, موضحا أن الجليد بدأ ينكسر بين واشنطنوطهران لأن المناخ تغير بسبب رغبة الشعب الإيراني في إقامة علاقات جديدة. وأوضحت سي إن إن أن هذا الموقف من روحاني يختلف تماما عن سلفه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد, الذي طالما شكك في الهولوكوست وحجمها, ودأب علي وصفها بأنها مجرد خرافة استخدمت في إقامة إسرائيل, التي لا تعترف بها بلاده. وكان مسئولون أمريكيون قد أشاروا إلي أن البيت الأبيض عرض مقابلة بين أوباما وروحاني غير أن الوفدالإيراني أخبر الولاياتالمتحدة بأن الوضع معقد للغاية بالنسبة للإيرانيين أن يفعلوا هذا في هذه المرحلة. وحضرت روزماري ديكارلو نائبة المندوب الأمريكي الدائم لدي الأممالمتحدة كلمة روحاني في حين حضر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كلمة أوباما. وفي غضون ذلك, رحب مسئولون غربيون بلهجة روحاني التصالحية تجاه الغرب غير أنهم أصروا علي ضرورة رؤية أفعال. وخلال لقائه مع جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني علي هامش اجتماعا الجمعية العامة, قال روحاني إن بلاده تعارض العقوبات آحادية الجانب المفروضة عليها, واصفا إياها بأنها غير قانونية ولا إنسانية. كما أعرب روحاني عن أمله في أن تمارس ألمانيا دورا فعالا لحل النزاع النووي باعتبارها عضوا في مجموعة الدول الست, مشيرا إلي أن إيران ومجموعة الدول الست مستعدون لتولي دور نشط في محادثاتهم الثنائية. ومن جانبه, أعرب الرئيس النمساوي هاينز فيشرعن تفاؤله الحذر إزاء بدء علاقات جديدة بين طهران والغرب, وذلك في أعقاب لقائه بنظيره الإيراني. ورحب فيشر باللهجة الجديدة والنهاية المحتملة لزمن الجليد بين إيرانوالولاياتالمتحدة, مؤكدا أن المصافحة أفضل من إيماءات التهديد. وفي هذه الأثناء, أصدر أعضاء الكونجرس الأمريكي جون ماكين وليندسي جراهام وكيلي أيوت بيانا مشتركا دعو فيه إلي الحذر من التقارب الدبلوماسي مع إيران, داعين إلي ضرورة النظر إلي ذلك بعيون مفتوحة علي اتساعها. وأكد البيان أنه يجب عدم السماح لطهران باستخدام المفاوضات كأداة للخداع والتأخير.