في أواخر القرن الماضي قامت العصابات الكولومبية بذبح أسرة صغيرة تتكون من أب وأم وطفلهما, كانت هذه المجزرة لها تأثير شديد علي الفنان الكولومبي فرناندو بوتيرو. الذي دائما ما كانت لوحاته رسائل مزعجة للعسكريين والسياسيين الكاذبين وأيضا الي الذين يتاجرون بالدين وكان فنه سلاحا ضد عصابات المهربين التي تنقل المخدرات الي العالم بأسره, قام بوتيرو في عام1999 برسم هذه المجزرة حيث صور الأم وهي تحمل طفلها وتحاول باستماتة الدفاع عنه أكثر مما تحاول الدفاع عن نفسها والقاتل يمسك بشعرها ويشرع في ذبحها, أما الأب فيركع متضرعا دون اي مقاومه وهذا دفع الفنان الي رسم الأم بحجم اكبر كثيرا من حجم الأب بل جعل حجم الام يقترب من حجم القاتل دليل علي مقاومتها الشرسة له, رسم بوتيرو المجزرة أمام كنيسة مغلقة الأبواب تكاد تختفي أمام حجم جسد القاتل إشارة إلي عجز الكنيسة وصمتها أمام هذه الجرائم, كان بوتيرو يعتبر نفسه رسام الجرح العميق أما النقاد فكانوا يطلقون عليه رسام البؤس والتعاسة, قامت العصابات بتهديد بوتيرو بالخطف والقتل إن لم يتوقف عن رسم هذه النوعية من اللوحات وعلي اثر ذلك سافر بوتيرو الي أوروبا وعاش هناك ولكنه لم يتوقف عن رسم هذه النوعية من اللوحات وأخرها المجموعة التي رسمها بعنوان أبو غريب كما رآه..بوتيرو, وهي تصور الانتهاكات الوحشية التي ينتهجها الجيش الامريكي علي المواطنين الابرياء في سجن ابو غريب.