يفرض مشروع التعمير والتنمية نفسه كمشروع القرن الحادي والعشرين, وهو أخطر مشروع بعد قناة السويس والسد العالي, حيث يفتح آفاقا جديدة للنمو بالقرب من التجمعات السكانية الكبري ومجالات لا حد لها في استصلاح اراض صحراوية, وانشاء مشروعات جديدة للتنمية في جميع المجالات. ولقد اختير هذا الجزء من الصحراء الغربية بناء علي خبرة في تضاريس مصر, حيث يتكون الشريط المتاخم لوادي النيل من هضبة مستوية يميل بسيطا من الجنوب للشمال, ولا تقطعه أودية تهددها السيول, كما هو الحال شرق النيل, وهذا الشريط بالذات تقل فيه الرمال وتشتد فيه الشمس والرياح مما يسمح باستخدام هذه المصادر للطاقة المتجددة. ويبدأ هذا المشروع من الإسكندرية شمالا حتي حدود السودان جنوبا بطول1200 كيلو متر ويقطعه عرضيا اثنا عشر طريقا طولها ما بين10 كيلومترات و80 كيلومترا لربط الممر المقترح بالمدن المصرية, وسيوفر بمجرد البدء فيه500 ألف فرصة عمل, وسيؤدي إلي خلخلة الكتلة السكانية حول وادي النيل. وتشمل مكونات المشروع طريقا رئيسيا سريعا فيه ثماني حارات, ويبدأ ما بين الإسكندرية والعلمين وانشاء ميناء عالمي بالعلمين التي لها تاريخ عسكري وسمعة عالمية علما بأن المياه هناك هادئة والشواطئ جميلة وتفتح الباب لمشاريع سياحية, ويمتد هذا الطريق جنوبا حتي بحيرة ناصر مع شريط للسكك الحديدية مواز للطريق, وكذلك انبوب ماء يبلغ قطره1.6 متر بدءا من توشكي. أما الأفرع الاثنا عشر العرضية فتسمح بالاقتراب العمراني للمحافظات مثل أسوان, كوم أمبو, الأقصر وقنا واسيوط والمنيا وغرب الفيوم, ومحور القاهرة الذي يربطه بالطريق الصحراوي والمعادي وطريق السويس, وكذلك محور الدلتا والواحات البحرية. وتستغرق إقامة هذا المشروع من5 10 سنوات بتكلفة تصل إلي24 مليارا, لذلك لابد ان يشارك فيه صغار وكبار المستثمرين والشباب مع تكليف كل محافظة بإقامة الجزء الذي بها وعلي المحافظين عمل اتفاقيات والحصول علي منح من الدول الغنية بالمجهود الذاتي مع حفر الآبار للحصول علي المياه الجوفية. د. عادل وديع فلسطين